recent
أخبار الساخنة

21 حكاية من عيون الأطفال واليافعين اللاجئين في لبنان



نظمت جمعية مهرجان الصورة - ذاكرة معرض للصور الفوتوغرافية بحضور سفراء أستراليا والفاتيكان، وممثلة منظمة "اليونيسف" في لبنان لتجسيد واقع ومعاناة الأطفال واليافعين النازحين من سورية إلى مخيمات اللجوء في لبنان.

وشارك أطفال وشبان يافعون من فلسطين، سوريا، العراق ولبنان، جذبهم مشروع للتصوير الفوتوغرافي فحملوا الكاميرات برفقة مدربين ليوثقوا مجتمعهم وأفكارهم. ثمرة الجهود والتدريب على مدى تسعة أشهر معرض ضمّ مشاهد إنسانية وإجتماعية وجمالية لفتت عيـون الصـغار.

"صورة وحكاية" هو العنوان المطابق للصور الـ 55 التي عُرضت في مسرح المدينة في نهاية الاسبوع الماضي. صور تروي حكايات بشر يقيمون في لبنان، ليس بخيار منهم بل لقهر من الحروب والظلم. الحكايات التي رواها الأطفال عبر الصورة تتسلسل في 21 موضوعاً، اللافت بينها التشارك في تصوير الموضوعات والهموم بعيداً عن جنسية المصور. اذ لم تُحصر عين الكاميرا ببيئة حاملها أو مكان سكنه ولجوئه. فالطفل العراقي لفته موضوع لبناني، واللبناني موضوع فلسطيني، وكذلك الاطفال من سوريين وفلسطينيين.

"صورة وحكاية" نشاط مولته مؤسسات متعددة في طليعتها اليونيسيف. جمع 90 يافعاً من الجنسيات السابقة الذكر، برز الأمل موضوعاً مشتركاً بين الجميع، وتجسد واقعياً بصورة دولاب مدينة الملاهي – الروشة. قاعة نهى راضي في مسرح المدينة حضنت تلك الصور التي شكلت مقتطفات من حياة هؤلاء الشبان. جميعهم كانت لهم حكايات خاصة، أو هم متأثرون بمشاهدات وأحداث من محيطهم.

المخيمات الفلسطينية في لبنان غنية بموضوعات إنسانية كثيرة عرف الأطفال كيفية تجسيدها من خلال الصورة. من بينها إعادة صور أم عزيز إلى الصدارة. تلك المرأة الفلسطينية التي عرفت شهرة كبيرة على صعيد العالم وهي تتصدر تجمعات أمهات المخطوفين في لبنان. لأم عزيز أربعة شبان خطفوا على يد الميليشيات اللبنانية بعد الاجتياح الاسرائيلي لبيروت.

تميزت بتقاسيم وجهها الحزين وبتأبطها لصورة تجمع فلذات كبدها الأربع. منذ 34 سنة وأم عزيز تعيش مع الصور.. والأمل. وفي المخيم ايضاً نساء يتجمعن حول الصاج، "تسولفن" وتخبزن الأمل رقيقاً مُقمراً. ومن ثم إلى موضوع رعب مقيم داخل مخيم برج البراجنة وغيره من المخيمات، هي اسلاك الكهرباء المتداخلة مع إمدادات الماء، وحكايات أكثر من خمسين شاباً لسعت الكهرباء حياتهم للأبد. هو التعايش اليومي مع الموت له حكايته في المعرض.

لا حدود للحكايات فالواقع الاقتصادي ضاغط على من حملوا الكاميرا وكذلك على محيطهم. نقلوا صور بعضهم. زميل الدراسة «سلام» لم يتخط الثانية عشرة من عمره، ولأن الصف الذي ينتظم به بعد ظهر كل يوم كان في بداية العام الدراسي يذيبه مع زملائه من الحر، اخترع مروحة وركزها على قلم رصاص. فكان الشكر من الجميع حتى المعلمة.

المنازل غير الصالحة للسكن برزت في عيون الأطفال. منازل في مخيمات اللجوء الفلسطيني، صورة ناطقة وحكايات تروي حال سكانها. العفن والرطوبة يورثان الأجساد الطرية امراضاً مزمنة. بعض من أطفال فلسطينيي سوريا تسنى لهم نقل صور عن المقهى الشعبي في دمشق والذي يفرُّ إليه المواطنون بحثاً عن فسحة راحة بعيداً عن الحرب القاتلة للروح والجسد.

من سوريا كذلك كان للطفلة ياسمين الوقوف مع الحملة اللبنانية لمنع التعدي على الشواطئ اللبنانية قائلة "هذا البحر لي"، وصورتها من شاطئ الرملة البيضاء.

الأطفال اللاهون في الأزقة العارية، والعائلة المقيمة في منازل عارية إلاّ من وسادة شكلت جاذباً لعين الكاميرا، كذلك انجذب الشاب اللبناني هادي مغربل لحال جيرانه في تجمع جل البحر الفلسطيني غير المعترف به من الأونروا. أطفال يهجم البحر إلى خيمهم حين يهوج، ويدمر أحلامهم التي يبنونها من رمال حين يشاء.

المصدر:القدس العربي
google-playkhamsatmostaqltradent