-الاء محمد عبده
-قلم رصاص
اطلقت جمعية احلام لاجئ منذ شهرين تجربة جديدة وجب الاضاءة على بعض جوانبها لما فيها من اهمية ، الا وهي دوري براعم الاندية الفلسطينية في مخيمات بيروت
وتُعتبر هذه الفئة العمرية ( ٢٠٠٤ وما فوق) مهمشة من قبل المعنيين بالعمل الرياضي في مخيماتنا حيث لا يتم اشراكها في اي بطولات او دوريات رسمية علماً انها الفئة الاكبر من ابناء شعبنا والامس حاجة لاحتضانها ورعايتها على مختلف الصعد لاعداد جيل رياضي مثقف وطني
ويقول منسق النشاطات الرياضية في احلام لاجئ عثمان عفيفي ان الاهداف الرئيسية من هذا العمل هي توعية الاطفال لاهمية الرياضة وابعادهم عن شتى اشكال الاستغلال في بيئة رياضية صحية والتشبيك بين الاندية الفلسطينية في مخيمات بيروت وبناء علاقات اجتماعية بين الاطفال من مختلف المخيمات والهدف الاسمى هو الخروج بصورة ايجابية حضارية عن المخيمات وقدرتها على تنظيم انشطة تدل على الوعي والرقي
وفي حين يعاني مخيم شاتيلا من العديد من الافات الاجتماعية والاقتصادية والامنية والتي تهدد امن وسلامة كافة شرائحه بما فيها الاطفال ، في الوقت الذي يزداد فيه الحديث حول المخدرات ورواجها في المخيم بين فئة الاطفال والشباب ، جاءت اصوات شبابية مغايرة لتؤكد ان هذا المخيم قادر على الابداع وان شبابه يملكون القدرة على التغيير في شتى المجالات وجاء هذا العمل الذي جمع بين عدد من الشباب المدربين من ابناء المخيم اضافة الى مئات الاطفال اللاعبين في الاندية ليقول ان توافر عناصر الفكرة المبدعة وارادة تنفيذها رغم غياب الامكانيات يغير الصورة النمطية عن المخيم من مخيم المخدرات الى مخيم الابداع والتميز القادر على جمع المخيمات الاخرى
انتهت اليوم هذه التجربة المبدعة ( دوري براعم الاندية الفلسطينية لكرة القدم ) ، نهاية مميزة كما البداية ، فكما دخلت الاندية على انغام النشيد الفلسطيني ، خرجت كذلك في رسالة توعية للاطفال حول القضية المركزية فلسطين ، اجتمع الخصوم المتنافسين منافسة شريفة على مدار الشهرين جنباً الى جنب ، صفق اطفال برج البراجنة لاطفال مارالياس ابطال الدوري على ارض شاتيلا التي جمعتهم بمحبتها وحسن استقبالها ، الكل خرج فائزاً ، اولاً بهذه التجربة الفريدة الناجحة ، ثانياً بالعدد الكبير من الجوائز لكل الاندية وكل اللاعبين لإشعار الاطفال بأهمية ما انجزوه
اضاءة اخيرة لهذا الابداع تُحتسب لجمعية احلام لاجئ ، هذه المبادرة الشبابية الرائدة التي تفاجئنا دوماً بأعمال مجتمعية تعكس الوجه المشرق للمخيم وشبابه وهي :
١- تنظيمياً : قدرتها على تنظيم مثل هذا الحدث الكبير الذي يتطلب جهد وطاقم عمل واشراف ومتابعة على مدار شهرين للخروج بهذه الصورة المشرقة
٢- فنياً: قدرتها وفي وقت قصير على اعداد فريق مميز نافس بشدة على بطولة الدوري امام اندية لها باع طويل في العمل الرياضي وحاز بالمركز الثاني بفارق بسيط عن المتصدر
٣- علاقات : قدرتها في وقت قصير من حشد عشرة اندية من مختلف مخيمات بيروت للمشاركة في هذا العمل رغم عدم وجود خبرات رياضية سابقة لها في هذا المجال
وفي الختام ، ان تضيء شمعة خيرا من ان تلعن الظلام ،وهذا ما قامت به احلام لاجئ ، بدلاً من استمرار الحديث عن سلبيات المخيم وافاته وضياع جيله ، ها هي تجمع هذا الجيل لتفجر طاقاته بطريقة مميزة .. شكرا احلام لاجئ وشكرا لكل من ساهم في انجاح هذه التجربة في مخيمات بيروت عسى ان يتلقفها احد المعنيين لتصبح حدث سنوي يجمع مختلف الفئات العمرية