ربما عليك شراء فرشاة أسنان جديدة فوراً، ففرشاتك الحالية تحتوي غالباً على غائط، وفيروس الهِربس، بل وحتى الفيروس الذي يتسبب في التهاب الكبد، فخلال يومين فقط يمكن أن تصير فرشاة الأسنان مكدسة بالبكتيريا والفيروسات والفطريات المسببة للأمراض، ولا يهم إذا كنت تتركها في الحمام أو أمام عينيك طوال اليوم، إذ إنها ستظل مُلوثة.
هذا ما حذرت منه د. رونا إسكندر، طبيبة الأسنان في كينسينغتون وتشيلسي، والحائزة على جائزة أفضل طبيب أسنان شاب في لندن لعام 2016، إذ أوضحت أن ترك الفرشاة ملوثة سوف يعرِّض صحتك لمخاطرة عديدة. كما أن استعمال فرشاة الآخرين أو تلامس فرشاة بأخرى يضر بك أيضاً، بحسب صحيفة Daily Mail البريطانية.
وصرحت “يؤوي الفم حرفياً مئات الأنواع من الكائنات الدقيقة، وبعضها قد ينتقل لفرشاة الأسنان خلال الاستخدام”.
إعلان
وأضافت “كما يمكن أن تتجمع الكائنات الدقيقة في الحمام أو البيئة المنزلية على فرشاة الأسنان، خاصة بعد شد السيفون”.
عندما توضع فرش الأسنان في كوب بالقرب من بعضها بعضاً وتتلامس فيما بينها، تنتقل الجراثيم من فرشاة لأخرى، مما يؤدي إلى خطر التلوث المتبادل.
وأوضحت أن شطف فرشاة الأسنان بالماء الجاري لن يقضي على كل الجراثيم، علاوة على أن استخدام فرشاة شخص آخر قد ينقل لك الفيروسات المسببة لأمراض الهربس والتهاب الكبد الوبائي A، وB، وC، إذ أظهرت الدراسات أنها قادرة على البقاء على فرشاة الأسنان لشهور.
وفرشاة الأسنان مصدر مشهور للتلوث، فمنذ عشرينات القرن الماضي شكَّ العلماء في احتمالية كون فُرَش الأسنان المستخدمة مصدراً للعدوى في التجويف الفموي.
بكتريا عقدية طافرة
ومنذ أربعين عاماً، كشفت دراسة نُشرَت في المجلة الاسكندنافية لأبحاث الأسنان، أن الفرشاة عادة ما تحتوي على بكتيريا عقدية طافرة (Streptococcus mutans)، وهي بكتيريا تتجمع في الفم وتسبب تسوس الأسنان، وتآكل طبقة مينا الأسنان الرقيقة.
كما أوضحت نفس الدراسة أن استخدام فرشاة الأسنان ذاتها يقضي على الميكروبات المفيدة في الفم، ويستبدلها بأخرى خطيرة، مثل البكتيريا المعوية والبكتيريا الزائفة، وهو ما يمكن أن يتسبب في الإسهال، والطفح الجلدي، وإصابة الأذن، بالإضافة لأمراض أخرى وفقاً للدراسة.
أما في 2015، فقد وجد الباحثون في جامعة كوينيبياك الأميركية أن 60% من فُرَش الأسنان مغطاة بالفضلات، ولكنهم وجدوا أيضاً أن هناك احتمالاً بنسبة 20% فقط أن تكون هذه فضلاتك أنت، أما الباقي فمن المرجح أنها ستكون فضلات من يشاركونك المنزل.
كما وجدت دراسة أخرى تمت تحت إشراف الأستاذ ريتشارد جلاس عام 1988، أن فيروس الهِربس قادر على الحفاظ على فاعليته على فرشاة الأسنان الجافة لما لا يقل عن 48 ساعة، ولكنه يحافظ على فاعليته لما يزيد على أسبوع في الأماكن الرطبة كالحمام وفقًا لعلماء جامعة أريزونا.
كيف تتجنب ذلك؟
ينصح طبيب الأسنان د. ميرفين درويان بالتالي:
1- لا تضع فرشاتك في الحمام
وإذا لم تتمكن من ذلك، فعليك أن تغلق الغطاء قبل شد السيفون للحد من انتشار المياه الملوثة، وانصح عائلتك بفعل الأمر ذاته.
2- ضعها في وضع عمودي وحدها
ولا تضعها في خزانة الحمام، إذ إن ضعف التهوية يعزز من نمو البكتيريا، وتجنب وضع أكثر من فرشاة بجوار بعضها حتى لا تنقل العدوى.
3- غيِّر فرشاتك بشكل دوري
حافظ على تغيير فرشاتك كل ثلاثة شهور، واشتريها في نفس الوقت، وإذا كنت تعاني من البرد أو الإنفلونزا، فمن الأفضل أن تغير فرشاتك.
4- لا تشاركها
هذا شيء بديهي، ولكن لا تفكر أبداً في فعل ذلك حتى مع أقرب الأقربين لك