recent
أخبار الساخنة

الشهيد المجاهد "أنور محمد سكر": صاحب الانفجار الأول بعملية بيت ليد المزدوجة

تاريخ الميلاد: الأحد 10 ديسمبر 1972

الحالة الإجتماعية: أعزب

المحافظة: غزة

تاريخ الإستشهاد: الأحد 22 يناير 1995

الميلاد والنشأة

ولد الشهيد أنور محمد سكر في حي الشجاعية / الثورة بمدينة غزة في 10/ 12/ 1972م… هاجرت أسرته من قرية تسمى (بيت جرجا) الواقعة على مسافة (15) كيلومترا الى الشمال الشرقي من غزة وقد دمرها اليهود عام 1948 وشردوا سكانها. 

نشأ شهيدنا أنور في بيت عرف بالتواضع… حيث أن أنور هو المولود البكر لوالديه، ولديه من الأخوة والأخوات تسعة… عمل أبوه في جهاز الشرطة قبل الانتفاضة ثم تركه استجابة لنداءات القوى الفلسطينية مع بداية الانتفاضة، وعمل بعدها داخل الخط الأخضر وهو الآن يعمل في سلك الشرطية الفلسطينية… أما شهيدنا أنور فقد تلقى تعليمه الإبتدائي والإعدادي وجزءاً من الثانوي في مدارس حي الشجاعية، تم ترك مقاعد الدراسة ليعمل داخل الخط الأخضر مع أبيه… وبعد ذلك تعلم مهنة النجارة (نجارة الموبيليا) على يد أبيه، وظل شهيدنا أنور يعمل كنجار للموبيليا في إحدى متاجر غزة وفي منجرته داخل بيتهم حتى استشهاده. 

صفاته وعلاقاته

تميز شيهدنا البطل أنور منذ صغره بأخلاقه العاليه وأدبه العظيم، وكان كل من يعرفه يحبه لتعامله القرآني مع الجميع… فلم يكن يغضب أحداً وكان يتمتع بشخصية مرحلة جداً… ينشر المرح والسرور أينما حل… وكان ذكياً وسريع البديهة… وعطوفاً على كبار السن والأطفال… لا يتأخر عن مساعدة أي شخص… وكان دوماً سمح الوجه. تعلو شفتيه دوماً ابتسامة رقيقة تبعث النور مع بوادرها… كان يبتسم لأقل شيء سمعه من الشباب حتى يجعل المتكلم واثقاً من نفسه… وكان يتمتع بشخصية قيادية حازمة… عندما يتحدق يكون حديثه مشبعاً بالآيات القرآنية والأحاديث الشريفة والقصص الهادفة مما يجعل السامع مشدوداً اليه لعذوبة وصدق حديثه، وبحكم عمله كعامل لنجارة الموبيليا، فإنه قد دخل كل بيت تقريباً في شارعه وبيوت أخرى على أمتداد القطاع، وعرف بين الناس بأخلاقه الإسلامية العالية وتعامله الصادق، وثقافته الواسعة، فلم يكن أنور مجرد عامل نجارة… بل كان داعياً لله أينما ذهب وأينما راح. 

أما بالنسبة لعلاقاته مع عائلته، فشهيدنا أنور لم يكن بمثابة الأخر أو الابن فقط بل كان معلماً ومدرساً وراعياً لوالديه وأخوته… لايتأخر عن تنفيذ أي طلب لهم… مطيعاً جدا جدا لوالديه. 

وكان ينصح أخوته دوماً بالصلاة والصوم والعبادات وطاعة الله على الدوام… ودوماً يعلهمهم قراءة القران وأحكام تلاوته… عطوفاً حنوناً يوفر لهم كل ما يحتاجونه… ولو رجعنا الى وصية الشهيد أنور لوجدنا يذكر جميع إخوته وأخواته وزوجته بالاسم وينصحهم كل حسب ما ينفعه في أمر دينه ودنياه، ومن شدة حب أبيه له قام ببناء طابق خاص لأنور وهو يقضى مدة اعتقاله الأولى وزوجه بعد خروجه من المعتقل. 

انتماؤه ومشواره الجهادي

انضم شهيدنا أنور الى صفوف حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين عام 1986م أي قبل أندلاع الانتفاضة، وعمل في جهازها الاعلامي والثقافي… وتتلمذ على يديه الكثير من الأشبال الذين أكملوا مسيرة الجهاد معه… ومع بداية الانتفاضة كان من الأوائل الذين أسسوا اللجان السياسية التابعة لحركة الجهاد الإسلامي في حي الشجاعية / الثورة… وكان دما كتلة من النشاط… فبالاضافة لعمله في اللجان السياسية (كتابة على الجدران - توزيع منشورات - الملصقات - المواجهات الدائمة - وضع المتاريس - ملاحقة العملاء والمنحرفين... الخ) بالإضافة لذلك كله كان شهيدنا البطل مسئولا عن النشاط الثقافي في مسجده (مسجد الشهداء بحي الشجاعية) ومسئولا عن إدارة الندوات والدروس الإسلامية داخل المسجد… وقد اعتقل الشهيد أنور المرة الأولى في ضربة (1989م) وحكم عليه بالسجن لمدة 11شهراً بتهمة الانتماء لحركة الجهاد الإسلامي والمشاركة في فعالياتها… وقد أمضى مدة اعتقاله في معتقل النقب الصحراوي (كتسبعوت)… ويصفه أحد المشايخ الذي كان معتقلا معه… بأنه كان أنشط شاب في المعتقل وكان دوماً يمشي مع جميع المشايخ يسألهم في كل شيء ويستزيد من عملهم.. ويطالع الكتب والنشرات الثقافية والأمنية… الخ… وخرج شهيدنا من المعتقل وكله عزيمة على مواصلة نشاطه الإسلامي… واستمر يعمل في هذه اللجان ونظمها تنظيما جيدا… وكان يصرف على هذه اللجان من نقوده الخاصة حتى يواصل نشاطها. 

اعتقل الشهيد للمرة الثانية على أيدي جنود الإحتلال في شهر رمضان عام 1994م لمدة شهر ونصف قضاها في معتقل أنصار - 2 بغزة… وخرج بعد ذلك ليواصل نشاطه السابق بزخم أكبر… وأعتقل المرة الثالثة في عهد السلطة الفلسطينية بتاريخ 11/11/1994م عقب العملية الإستشهادية في مفترق نتساريم والتي نفذها الشهيد المنتقم هشام حمد… واعتقل شهيدنا في سجن السرايا لمدة عشرين يوماً وقد سمع أحداث مجزرة مسجد فلسطين وهو داخل السرايا مع أخوته المجاهدين. 

ما قبل استشهاده

يقول أحد أقاربه ان الشهيد أنور أثرت فيه جداً حادثة اغتيال الشهيد هاني عابد (أبو معاذ) وأنه توجه رغم المطر الشديد الى منزل الشهيد القائد ليستفسر عن هذه الحادثة الإجرامية… وكما قرأنا في وصية شهيدنا أنور بأنه كان يتمنى ان يكون المنتقم الأول للشهيد القائد أبو معاذ… ولكن سبقه اليها الشهيد المنتقم هشام حمد… ويروى أصدقاء الشهيد أبو محمد بأنه كان قبل أن يستشهد يطلب من جميع الشباب ان يأخذوا معه الصور التذكارية في استوديو قريب من منزله… وكان دوماً ذاكرا للشهادة ويتحدث عن أجر الشهيد عند الله عز وجل وأجر أقاربه من بعد استشهاده… وكان يقول ذلك لأسرته ولأصدقائه… بشكل غير مباشر حتى لايشكوا في الأمر وليهيئهم نفسياً لفراقه… ويروى أصدقاؤه كذلك بأن الشهيد أنور قبل استشهاده بيومين (يوم الجمعة) توجه الى مقبرة الشهداء الإسلامية شرقي حي الشجاعية، ووقف طويلاً أمام قبور الشهداء وخاصة قبر الشهيد هاني عابد، وقبر الشهيد هشام حمد، وقبر صديقه الشهيد معمر المبيض… وتغير لونه وتظهر في عينيه الإصرار وهو ينظر الى ابناء الشهيد هاني عابد وهم يبكون أمام قبر والدهم. 

أما أسرته فتقول أنه ليلة استشهاده كان إنساناً عادياً يضحك ويتحدث مع الجميع، ولم تكن تظهر عليه أي بوادر ارتباك أو خوف ولم يكن مطلقا شارد الذهن أو أي شيء آخر على الرغم من أنه صبيحة اليوم التالي ستتناثر أشلاؤه ويفارق هذه الدنيا… مما يدل على الإيمان الكبير الذي كان في قلب شهيدنا «أبو محمد»… ويقولون كذلك بأنه ليلة استشهاده اصطحب جميع أسرته الى استوديو قريب ليأخذ معهم الصور الفتوغرافية… فكان ذلك غريباً نوعا ما… ولكن أنور كان بذكائه يحاول ألا يثير الشك فيهم… وكأنه امر طبيعي… وكانت تلك الليلة الأخيرة لشهيدنا مع الحياة الدنيا. 

بيت ليد… المعجزة

تروى أسرة الشهيد أنور بأنه بعد أن أخذ الصور التذكارية معهم… وكان ذلك حوالي الساعة التاسعة مساء… قال لهم أنور بأنه سيذهب الى مشوار هام وسيعود بعد ذلك… إلا انه لم يعد تلك الليلة وفي الصباح كانت المعجزة… كانت بيت ليد… الكابوس الدائم لجنود الجيش (الذي لا يقهر). 

في صباح يوم الأحد الموافق 22/1/1995م يتوجه الشهيد أنور سكر مع رفيقه الشهيد صلاح شاكر ليفجروا أجسادهما الطاهرة وسط أكبر تجمع للجنود الصهاينة… ليرتقوا الى العلى…ويدحرجوا أربعة وعشرين جندياً صهيونياً الى الجحيم… ويصيبوا اكثر من ثمانين جنديا بإصابات بالغة ليعيشوا بقية عمرهم مشوهين وعجزة… كما شوهوا أهلنا في المخيمات وفي الضفة والقطاع. 

لقد جعل أنور وصديقه صلاح دولة إسرائيل كلها تبكي… وجميعكم شاهد{ الجنود الصهاينة يبكون كما النساء… حتى أنه ظهرت على جنود بني صهيون (أعراض بيت ليد)!!! فكانت وما زالت (بيت ليد) الكابوس الذي يقض مضاجع قادة دولة الكيان الصهيوني وجنودهم الجبناء… حتى أن الكثير من الجنود لم يعودوا يستقلون الباصات من مفترق بيت ليد ولم يعودوا يقفون فيه مطلقاً…فلننطركم هم جبناء أشد الجبن… ولكن جنود القسم… هم دوماً التواقون إلى الشهادة… يحبون الموت كما يحب جنود رابين الحياة… فكانت بيت ليد المعجزة التي رسمت أول خيوط فجر الانتصار القادم لا محالة… وها هم الشهداء يصنعون فجر الانتصار القادم، ويواصلون درب الشهيد هشام وأنور وصلاح وخالد… فالمجد كل المجد لصاروخ الجهاد الإسلامي… الصاروخ المزدوج (أنور وصلاح)… المجد لكل شهدائنا الأبطال… ومن نصر إلى نصر…

google-playkhamsatmostaqltradent