عندما اطلق الجنود المصريين النار على مواطن فلسطيني اعزل ،انما كانوا
ينفذون اوامر قياداتهم في وزارة الحربيه المصرية ، الذين يتلقون اوامرهم من
رئيس الدولة" الانقلابي" . و ما كان الجنود ليقوموا بهذا العمل الجبان لو انهم
كانوا عند الجهة المقابلة للعدو الصهيوني ، الذي اصبح بين ليلة و ضحاها
هو الصديق !السؤال البديهي : هل كان الشاب الفلسطيني يشكل تهديدا لامن الدولة،
او ان الجنود كانوا مضطرين لاطلاق النار لانهم معرضون للخطر !
الشاب كان قد خلع ملابسه قبل تجاوز الحدود ، و هو تصرف ينم
عن طبيعة غير مستقرة نفسيا ، و لانه يريد ان يبين للجنود المدججين
خلف الاكياس الرمليه على الابراج الحصينة مقابل الحدود مع غزة ، بانه
لا يحمل معه سلاح او احزمة او حتى سكين . جسده عار واضح للجنود
الجاهزون لاطلاق النار عندما يتعلق الامر بفلسطين ، و مترهلون عندما
يكون الوضع مع العدو الصهيوني ! اذن لماذا اطلقوا النار ، لماذا قتلوه ؟
قبل الاجابة عن هذا السؤال نريد ان نستفسر : هل تصرَّف الجنود المصريين
بنفس الاسلوب عندما تجاوز الجنود الصهاينة الحدود باسلحتهم ،ام ان
هذا الفعل ينحصر بالفلسطينيين دون غيرهم ؟ الحقيقة ان الجنود الصهاينة
و المستوطنين يتخطون الحدود المصرية ذهابا و ايابا و لا يتعرض لهم احد !
و عندما يعتقل احدهم يتم الافراج عنه فورا و يسلم للدوائر الصهيونيه باليد .
هل اصبح العدو الحقيقي للدولة المصرية هو الشعب الفلسطيني ، و الصديق
الصدوق هو الصهيوني ؟ للاسف هذه هي الحقيقة المرة . فإن مصر الحالية
بقيادة رجل الانقلاب ، صديق الصهاينة ، تحول مسارها كليا بالاتجاه المعاكس،
و اصبحت ضمن المعسكر الصهيو-امريكي المعادي لقضايا الامة و توجهاتها .
من الدلائل القريبة تصويتها لصالح دخول " اسرائيل " الى لجنة الاستعمال السلمي
للفضاء الخارجي ، في سابقة لم تعهدها السياسة المصرية قبل السيسي .
نريد ان نتصور بان الشاب الفلسطيني تجاوز الحدود و بوضع
ملفت و يُظن انه يشكل خطرا ، فهل كان التصرف الصحيح اطلاق النار الحي
عليه لقتله ام اطلاق النار في الهواء لتحذيره و اجباره على العوده من حيث اتى !
ان ما هو مؤكد بهذا التصرف و ما سبقه من تصرفات من قبل الجنود
و الضباط المعبؤن تعبئة حاقده على اخوانهم ابناء قومهم و جلدتهم ،
بالاضافة لاعمال التضييق و الاهانة على المعبر عند فتحه ، و خنق غزة عبر
اغراق الانفاق التي كانت تشكل متنفسا يخفف من اعباء الحصار ،
كل هذا يشير الى نوايا لدى النظام الحاكم بتعكير الاجواء ، و تعبئة
النفوس للوصول الى مستوى من الكراهية ، التي تؤدي للاحتقان ثم
الانفجار . و هو ما يحاول الفلسطينيون تجنبه منذ انقلاب العسكر
على النظام الذي تم انتخابه و اختياره من قبل الشعب .
ان العدو الحقيقي لمصر هو الذي قتل آلاف الجنود المصريين الاسرى
في حربي 56 و 67 . العدو الذي ينتقص من سيادة مصر على
اراضيها في سيناء بموجب اتفاقيات كامب ديفيد . و هو الذي يحتل
اراض عربيه و يدنس مقدسات المسلمين في القدس و يقتل و ينكل
بابناء الشعب الفلسطيني . اما الفلسطينيين فهم اخوة للمصريين
تجمعهم علاقة الدين و الدم و التاريخ و المصير الواحد .
ماهر الصديق