recent
أخبار الساخنة

لماذا قتلوه ؟

الصفحة الرئيسية



عندما اطلق الجنود المصريين النار على مواطن فلسطيني اعزل ،انما كانوا

ينفذون اوامر قياداتهم في وزارة الحربيه المصرية ، الذين يتلقون اوامرهم من

رئيس الدولة" الانقلابي" . و ما كان الجنود ليقوموا بهذا العمل الجبان لو انهم

كانوا عند الجهة المقابلة للعدو الصهيوني ، الذي اصبح بين ليلة و ضحاها

هو الصديق !السؤال البديهي : هل كان الشاب الفلسطيني يشكل تهديدا لامن الدولة،

او ان الجنود كانوا مضطرين لاطلاق النار لانهم معرضون للخطر !

الشاب كان قد خلع ملابسه قبل تجاوز الحدود ، و هو تصرف ينم 

عن طبيعة غير مستقرة نفسيا ، و لانه يريد ان يبين للجنود المدججين

خلف الاكياس الرمليه على الابراج الحصينة مقابل الحدود مع غزة ، بانه

لا يحمل معه سلاح او احزمة او حتى سكين . جسده عار واضح للجنود

الجاهزون لاطلاق النار عندما يتعلق الامر بفلسطين ، و مترهلون عندما

يكون الوضع مع العدو الصهيوني ! اذن لماذا اطلقوا النار ، لماذا قتلوه ؟

قبل الاجابة عن هذا السؤال نريد ان نستفسر : هل تصرَّف الجنود المصريين

بنفس الاسلوب عندما تجاوز الجنود الصهاينة الحدود باسلحتهم ،ام ان

هذا الفعل ينحصر بالفلسطينيين دون غيرهم ؟ الحقيقة ان الجنود الصهاينة

و المستوطنين يتخطون الحدود المصرية ذهابا و ايابا و لا يتعرض لهم احد !

و عندما يعتقل احدهم يتم الافراج عنه فورا و يسلم للدوائر الصهيونيه باليد .

هل اصبح العدو الحقيقي للدولة المصرية هو الشعب الفلسطيني ، و الصديق

الصدوق هو الصهيوني ؟ للاسف هذه هي الحقيقة المرة . فإن مصر الحالية

بقيادة رجل الانقلاب ، صديق الصهاينة ، تحول مسارها كليا بالاتجاه المعاكس،

و اصبحت ضمن المعسكر الصهيو-امريكي المعادي لقضايا الامة و توجهاتها .

من الدلائل القريبة تصويتها لصالح دخول " اسرائيل " الى لجنة الاستعمال السلمي

للفضاء الخارجي ، في سابقة لم تعهدها السياسة المصرية قبل السيسي . 

نريد ان نتصور بان الشاب الفلسطيني تجاوز الحدود و بوضع 

ملفت و يُظن انه يشكل خطرا ، فهل كان التصرف الصحيح اطلاق النار الحي 

عليه لقتله ام اطلاق النار في الهواء لتحذيره و اجباره على العوده من حيث اتى !

ان ما هو مؤكد بهذا التصرف و ما سبقه من تصرفات من قبل الجنود

و الضباط المعبؤن تعبئة حاقده على اخوانهم ابناء قومهم و جلدتهم ،

بالاضافة لاعمال التضييق و الاهانة على المعبر عند فتحه ، و خنق غزة عبر

اغراق الانفاق التي كانت تشكل متنفسا يخفف من اعباء الحصار ،

كل هذا يشير الى نوايا لدى النظام الحاكم بتعكير الاجواء ، و تعبئة 

النفوس للوصول الى مستوى من الكراهية ، التي تؤدي للاحتقان ثم

الانفجار . و هو ما يحاول الفلسطينيون تجنبه منذ انقلاب العسكر

على النظام الذي تم انتخابه و اختياره من قبل الشعب . 

ان العدو الحقيقي لمصر هو الذي قتل آلاف الجنود المصريين الاسرى

في حربي 56 و 67 . العدو الذي ينتقص من سيادة مصر على

اراضيها في سيناء بموجب اتفاقيات كامب ديفيد . و هو الذي يحتل

اراض عربيه و يدنس مقدسات المسلمين في القدس و يقتل و ينكل

بابناء الشعب الفلسطيني . اما الفلسطينيين فهم اخوة للمصريين

تجمعهم علاقة الدين و الدم و التاريخ و المصير الواحد .



ماهر الصديق







google-playkhamsatmostaqltradent