بسم الله الرحمن الرحيم
نصرٌ من الله وفتح قريب وبشِّر المؤمنين
صدق الله العظيم
يا جماهير شعبنا المناضل
نحتفل اليوم، بإحياء الذكرى الحاديةَ والخمسين، لإنطلاقة ثورتنا الفلسطينية المعاصرة، إنطلاقة حركة فتح الرائدة، التي أسسها وقاد مسيرتها الشهيد الرمز ياسر عرفات الى جانب كوكبة من شهداء اللجنة المركزية والقيادة التاريخية التي كان لها شرف التأسيس لهذه الحركة العملاقة. هذه الحركة التي حوَّلت اللاجئين إلى هذه مناضلين، وحافظت على القرار الفلسطيني المستقل، ورفضت الوصاية والتبعية والاحتواء، وبدأت الكفاح المسلح في 1/1/1965، ونفذت الآف العمليات الفدائية في الأرض المحتلة، وخاضت معارك الصمود في مواجهة العدو الصهيوني في الكرامة وبيروت وفي الدفاع عن الثورة. وفجَّرت انتفاضة الحجارة ، وانتفاضة الأقصى ،وقدمت الآف الشهداء والجرحى على طريق الحرية والاستقلال. فكانت اول الرصاص واول الحجارة، وأقامت السلطة الوطنية تمهيداً للدولة الفلسطينية التي كان من المقرر اقامتها في عام 199 حسب اتفاق اوسلو ولكن تهرَّب العدو من تنفيذ، الاتفاق والمماطلة في المفاوضات حال دون قيامها، ومارست العمل السياسي والمقاومة الشعبية إضافة الى الكفاح المسلح. فقادها بكل جدارة واقتدارحامل الامانة المتمسك بالثوابت الفلسطينية الرئيس القائد محمود عباس فحقق اعتراف العالم بدولة فلسطين وعاصمتها القدس، ورفع العلم الفلسطيني فوق الامم المتحدة وقرَّر الانضمام لمحكمة الجنايات الدولية لمحاكمة الصهاينة على جرائمهم وما زال يواصل جهوده لتحقيق العودة والاستقلال وإنها الاحتلال.
يا جماهير شعبنا المناضل...
إن العدو الصهيوني الذي يستغل الانقسام ،وما يجري في الوطن العربي من فتن وحروب صنعتها القوى المعادية لشعبنا وامتنا يواصل الحصار والاستيطان وتهويد القدس والإعتداء على الاقصى المبارك وهدم المنازل ومصادرة الاراضي والاغتيال والاعتقال والاعدام الميداني لابناء وبنات شعبنا الذي انتفض في هيئّتة ضد الاحتلال بعد انسداد أُفق السلام واعلان القيادة الفلسطينية وقف المفاوضات وكافة العلاقات الامنية والاقتصادية مع الكيان الصهيوني واننا لم نلتزم بالاتفاقيات ما دام الطرف الاخر لم يلتزم بها. فكانت الشرارة التي اشعلت الهبَّة الشعبية والتي بدأت بواكيرها في بلعين ونعلين وكفر قدوم وباب الهوى وترمسعيا التي استشهد فيها القائد الميداني زياد ابو عين عضو المجلس الثوري لحركة فتح وزير مقاومة الجدار والاستيطان وفي تصدي المرابطين والمرابطات في الاقصى المبارك لعصابات المستوطنين، ورداً على جريمة إحراق الطفل محمد ابو خضير وعائلة الدوابشة – لقد قدَّم شعبنا خلال الهبَّة الشعبية منذ شهرين 150 شهيداً والآف الاسرى والجرحى الذين يتعرضون لابشع انواع التعذيب والتنكيل .
إن هذه الجرائم الصهيونية تتطلب من الجميع التمسك بالوحدة الوطنية وانهاء الانقسام والتفرغ لمواجهة العدو وافشال مخططاته والمشاركة الواسعة في المقاومة الشعبية حتى تصل إلى انتفاضة شاملة تشارك بها كل جماهير شعبنا في الضفة والقدس والقطاع.
في ذكرى الانطلاقة نؤكد على التمسك بـ م.ت.ف ممثلاً شرعياً وحيداً لشعبنا المناضل، وعلى حق العودة وفقاً للقرار 194 وعلى رفض التوطين والدولة ذات الحدود المؤقته الدولة اليهودية في ذكرى الانطلاقة نؤكد أن حركة فتح ستبقى على العهد والوعد حامية المشروع الوطني الفلسطيني تواصل نضالها بكافة الوسائل حتى تحقيق اهداف شعبنا في العودة واقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس.
التحية لشعبنا العظيم شعب الجبارين وانتفاضته الباسلة .
التحية لقيادتنا التاريخية وفي مقدمتهم الرئيس محمود عباس .
المجد والخلود لشهدائنا الابرار وفي مقدمتهم الشهيد الرمز ياسر عرفات.
التحية لأسرانا البواسل وفي مقدمتهم الاسير مروان البرغوثي.
الشفاء لجرحانا الابطال
وإنها لثورة حتى النصر