recent
أخبار الساخنة

قوة الانتفاضة تكمن في ذاتها

الصفحة الرئيسية





بلا شك ان الكثيرين على المستوى المحلي و الاقليمي و الدولي كانوا

يراهنون عل نهاية سريعة لهذه الانتفاضة المجيدة . على انها لا تمتلك

مقومات الاستمرارية و الصمود ، و ستنهار بقوة الهمجية الصهيونيه

التي تستخدم غاية قدراتها الوحشية من قتل و اعتقال و تنكيل و هدم منازل .

اعتقدوا ان الانتفاضة قامت لتنفيس الاحتقان الناتج عن اعتداءات الجنود و المستوطنين

الصهاينة على المواطنين الفلسطينيين و على ممتلكاتهم . و التي توجت

بالاستهداف المباشر للاقصى المبارك في ظل غياب و صمت عربي و دولي .

لكن الانتفاضة اذهلت الجميع ، و حولت امانيهم الى كوابيس. جعلت

كل من راهن على ضعف شعبنا و ترهله لأن يراجع حساباته ، و يعيد

تحليل مواقفه و تقديراته . بل و عليه اعادة دراسة الشخصية الفلسطينية 

بتجرد، دراسة صحيحة غير متسرعة . هذه الشخصية التي لم تُهزم في داخلها

على مر التاريخ ، و ظلت شامخة شموخ الجبال الفلسطينية الراسخة .

شخصية غير عادية ارهقت المحللين الغربيين و الصهاينة ، لانها شخصية

تحمل قوتها بذاتها . و تمتلك مقومات الإباء و التضحية و الفداء حتى مع

خذلان المتخاذلين وإن هُزم كل ما حولها . حتى لو تخلى عنها القريب و الغريب .

انه الفلسطيني الابي الذي لا ينام على ضيم ، و لا يخشى غير الله ،

و عندما يصل الامر الى المقدسات فإن اسمى ما يقدمه الدماء .

نحن في فلسطين ليس في وطننا اغلى من الاقصى ، و لا اعز من القدس

الشريفة ، و عندما تتعرض القدس للخطر فإن ما دونها فداء لها .

كلما زاد اجرام العدو زادت لدى شعبنا ارادة التحدي ، و قوة التصدي.

زاد الاصرار على التضحية ، و رخصت الانفس في سبيل الوطن .

فيا ايها المراهنون على تراجع الانتفاضة ، و ضعف اندفاعها ،

و تخلي شبابنا عن دماء اخوانهم و رفاقهم و مأسي شعبهم ،

اعلموا بان الانتفاضة لن تعود الى الوراء قبل ضمان سلامة الاقصى

و دفن مخطط تقسيمه زمنيا و مكانيا . و لن يشعر الصهيوني

بالامن " المؤقت" الا عندما تتوقف اعتداءاته على ابناء شعبنا

و ممتلكاته ووقف اعمال الاستيطان و نهب الاراضي .

ان شعبنا يشعر بالالم من هذا التخاذل الواضح و الصريح ، بل

و التآمر عليه و على دمائه . لكنه ينطلق الى الامام بخطى واثقة

بنصر الله ، و بانه سائر نحو الحرية و الاستقلال . و صدق رسول

الله صلى الله عليه و سلم :

( لا تزال طائفة من أمتي، ظاهرين على الحق، لعدوهم قاهرين،

لا يضرهم من خالفهم، إلا ما أصابهم من لأوائهم كالاناء بين الأكلة،

حتى يأتيهم أمر الله وهم كذلك) قيل اين هم يا رسول الله قال : في

بيت المقدس و أكناف بيت المقدس .



ماهر الصديق







google-playkhamsatmostaqltradent