حاول الصهاينه في الماضي ، و يحاولون بكل ما اوتوا
من مكر و خداع ، ان يسيطروا على الاقصى المبارك.
فقد زعموا ان في اسفله تراث يهودي و ان هيكل سليمان يقع في مكان المسجد.
بدأت الحفريات منذ احتلال القدس القديمه عام 1967 حتى اصبح الاقصى الشريف
يقف على طبقة رقيقه من الارض بعد ان اعملوا في المكان
حفرا و بحثا بلا جدوى ، لم يجدوا شيئا و لن يجدوا لان الاقصى معلم اسلامي
منذ ان قام نبي الله ابراهيم عليه السلام باقامة بنائه بعد اقامة الحرم المكي الشريف
بأربعين سنة ، هذا كان قبل نبي الله سليمان عليه السلام بحوالي الف سنة .
ثم حاولوا المساس بالاقصى من خلال الاعتداءات المتكرره
و الدائمه من قبل المستوطنين و جنود الاحتلال او من خلال
رفع الضرائب الى مستويات خياليه حتى يشعر المقدسي
ان لا امكانية للحياة في هذه المدينة المقدسه.
كذلك استعملوا وسائل الابعاد و سحب الهوية من المغتربين.
و حاولوا شراء الاراضي و المنازل باسعار مغرية لاقصى درجه.
و عندما لم يتمكنوا اخذوا بالاستيلاء شيئا فشيئا على الاراضي
و المنازل حتى اصبح الاقصى مطوق بالمستوطنين من كل جانب .
ثم اقاموا الجدار من جهة الضفة لعزل المدينة الشريفه عن محيطها الفلسطيني ،
و حددوا دخول القدس للمواطنين الفلسطينيين حسب الاعمار
و بناء على رغبات الجنود الصهاينه ،و قاموا بمنع النشطاء و الشيوخ
الذين يتولون الدفاع عن الاقصى و يؤمنون
استمرار الوجود الشبابي فيه للدفاع عنه من هجمات قطعان المستوطنين .
ثم منعوا المصلين من الوصول الى المسجد الاقصى ايام الجُمَع و الاعياد.
و هاهم الآن يريدون تكرار تجربة الحرم الابراهيمي في الخليل
بان يقسموا الاقصى بين المسلمين و اليهود حتى يكون مدخلا
للاستيلاء عليه و لاقامة الهيكل الثالث المزعوم .
لقد ضيق الصهاينه على المقدسيين لاعلى درجه على مرأى
و مسمع هذه الامة الاسلامية الكبيره و المترامية الاطراف .
و هم يعلمون ان هذه المدينة الشريفه من اهم مقدساتهم ،
فقد كانت قبلتهم الاولى و مسجدها المبارك ثاني المساجد
و هو ثالث الثلاثه الاطهار التي لا تشد الرحال الا اليهم!
مدينة جمع الله بينها و بين مكة في حادثة الاسراء و المعراج ،
فقد اسري باشرف خلق الله عليه السلام من مكة الى القدس
ليصلي اماما بكافة الانبياء و يُعرج به الى السموات العلى
ليكون عند سدرة المنتهى.و من هناك كُتب على المسلمين صلواتهم ،
و اخذوا الكثير من احكام دينهم .
لم يفرط بها اسلاف المسلمين ، حتى جاء هذا العصر الذي فقد فيه
المسلمين و العرب من يقودهم للعزة و الإباء و المجد ، و من
يمكن ان يحافظ على مقدساتهم و حرماتهم .
جاء عصر قبِل فيه بعض المفاوضين ان يضعوا القدس
على طاولة البحث و المساومات. لقد كانت هذه خطوة كارثيه
بل و عملية انتحار جماعي ، لان القدس هي فلسطين
و لا معنى لفلسطين بلا القدس و لا معنى للقدس بلا الاقصى .
ان شعبنا الذي هب عام 2000 لنجدة الاقصى و الوقوف
اما المجرم شارون الذي اراد تدنيسه لن يتوان عن تقديم كل شئ لحماية الاقصى
و لمنع تقسيمه او تهويده مهما كلف هذا.
لان الاقصى عنوان وجوده و هو شرف فلسطين
و ما تنازل الفلسطينيون عن شرفهم ابدا و لن يتنازلوا.
ماهر الصديق