recent
أخبار الساخنة

الأحداث الأمنيه وسكان عين الحلوه غياب كلّي للخدمات .....على ندرته

الصفحة الرئيسية


على وقع أزمه الحر الشديد والرطوبه العاليه التي يتعرض لها لبنان مترافقة "لأسباب متعددة"مع تقنين قاسي في التيار الكهربائي والذي يؤدي تلقائياً الى أزمه في توزيع المياه بشكل عادل ومنصف على المناطق المختلفه ،يعيش مخيم عين الحلوة وهوأكبر المخيّمات الفلسطينية في لبنان وطئة هذه الأزمة بشكل مضاعف بغياب المرجعية الخدمية الشفافة ذات الصلاحيات والقدرة على المتابعة والتصرّف مع شلل شبه كامل في قطاعيّ الكهرباء والماء اللذان يبقيان عرضة لمزاجية وقدرات عدد قليل من الأشخاص يتولّون هذه المسؤولية في نطاقات متفرقة (أحياء ) وغياب التواصل والترابط فيما بينهما وبدون أي هيئات رقابيّة .

هذا الواقع بحدّ ذاته أزمة عامّة في ظلّ الأوضاع العاديّة ولاسيّما في فصل الصّيف فكيف اذا أضيف الوضع الأمني والأحداث المتنقلهة من حيّ الى آخر وحالة الإستنفار والترقّب والقلق مستمرّة منذ أكثر من أسبوعين والمرشّحة للاستمرار والتواصل .

أكثر من مئه ألف فلسطيني في مخيم عين الحلوة ومعهم مايقارب 7 آلاف نازح من سوريا يعيشون الآن تحت رحمة حالة الحذر والخوف الشديدين من أحداث أمنيه مرّت وتخوّف من حدوثها واشتعالها لاحقاً سيّما مع المعلومات والشائعات التي تملأ فضاءات مواقع التواصل الإجتماعي لتزيد حدّة الظروف تعقيداً وتعزّز من مشاعر القلق والخوف والتوتّر بين النّاس .

المخيّم عاش فترة عصبيّة أثبتت معها المؤسسات الخدماتيّة سواء كانت رسميّة (أنروا – منظمة تحرير ) أو خاصّة أو أهليّة أنّها عاجزة وغير مؤهلة عن تقديم الحدّ الأدنى من الخدمات في الأوقات والظّروف الطّبيعيّة فكيف والحال في ظروف الطوارئ والأزمات، فالمؤسّسات الصّحيّة العلاجيّة والوقائيّة بمجملها غابت عن السمع مع الإقفال الرّسمي المعلن لعيادات الأنروا وكذلك الحال لكافّة المؤسّسات الخاصّة والاهليّة. 

أبو وائل الرجل الستّيني نفذت أدويته الشهريّة ( مريض في القلب ) وتأخّر ثلاث أيام عن تناولها بفعل إقفال عيادات الأنروا وهو الذي لاتمكّنه ظروفه الاقتصاديّة من شراء الدواء من الصيدليّة الخاصّة هنا لابد أيضاً من لفت النظر الى أن العديد من الصيدليّات الخاصّة والتي بفعل الثقافة الصحيّة المتدينة تؤمن العلاج والدواء للكثير من الحالات الصحيّة الطارئة أقفلت أبوابها سيّما في أحياء التوتر (جبل الحليب والطيرة ومجمل الشارع الفوقاني ).

الحالات الصحيه الطارئه والتي كانت بالعاده تؤمن من خلال أقسام الطوارئ في مشفى الهمشري أو الحكومي تعطّلت جزئيّاً بفعل صعوبة وحذر التنقل، أما بالنسبة لمشفى النّداء الإنساني وبحكم استضافته لغالبيّة الجرحى فقد كان في حاله طوارئ دائمة جعلت من خدماته الصحيّة العلاجيّة تأتي في الدرجه الثانية من الإهتمام .

لم يقتصر النقص في الخدمات على الجانب الصحّي بل تعدّاه على القدرة على تأمين المستلزمات اليوميه من خضار ولحوم بسبب الوضع الامني وصعوبات التنقل الى تحوّلها الى مواد نادرة وغالية الأسعار بسبب تمنع التجار عن المجازفه لاحضارها.

تقول رويدا وهي ربّة منزل مؤلفّة من 6 أشخاص وتقطن في منزل على الشارع الفوقاني أنها عانت جديّاً من شحّ المواد الغذائيّة بفعل إغلاق سوق الخضار وعدم قدرتها على التحرك الامن مما جعلها تعتمد أكثر من أسبوع على المخزون الغذائي الناشف الموجود بالمنزل. 



قد تكون الاحداث الأمنيّة الخيرة مختلفة عن سابقاتها بفعل طول مدّتها وضبابيّة وجهتها الا أنها طرحت جديّاً مجموعة من الامثلة الواقعيّة حول مقدرة المخيّم على التّعاطي مع أزمات الطوارئ والحروب أسئلة تستدعي من الجميع التوقف أمامها والعمل على إيجاد حلول منطقيّة وواقعيّة وإيجاد مرجعيّة خدماتيّة تكون قادرة على إدارة المخيّم لوجستيّاً وخدماتيّاً في ظلّ الأزمات وحالات الطوارئ .
google-playkhamsatmostaqltradent