مكتب خدمات الطلبة الفلسطينيين -لبنان
الثلاثاء 11-8-2015
بقلم: إسراء الصفدي، ابنة مخيم عين الحلوة طالبة اعلام في جامعة الجنان منتسبة إلى مكتب خدمات الطلبة الفلسطينيين في لبنان
ما أن يعود الوضع إلى طبيعته حتى تبدأ ملامح الفتنة والتوتر بالظهور من جديد، وكأن غيمة الإستقرار أقسمت أن لا تمطر على المخيم أمناً وسلاما،وأعلنت حذفه من قائمة الآمنين.
يعيش سكان المخيم على نارٍ هادئة،مجهزين أنفسهم دائماً لسماعِ إطلاق النار والقنابل ليلاً،فقد أصبح هذا المشهد روتين يومي قد إعتاد الجميع عليه ولكن بعد كل هذه الأحداث،بماذا يفكر أهالي المخيم؟
منذ المشاكل الأخيرة التي وقعت لجأ الكثير من سكان المخيم لبيع منازلهم والذهاب للسكن خارجه رغم الظروف المادية الصعبة إلا أن همهم الوحيد هو أن ينقذوا أطفالهم من الرعب الذي يعيشوه كل فترة. أيضاً يطالبُ الكثير من الشباب بالهجرة خارج البلاد فقد اقتنعوا أن المستقبل هنا سيبقى مجهول لحامل الشهادة ولغير المتعلم،فكلاهما بلا عمل ومفتاح باب طموحهم ضائع بين الخلافات السياسية ونتائجها المؤثرة على الوضع الإجتماعي والمعيشي فالشباب هم أكثر من استاؤوا من هذا الوضع،رغم كل المبادرات الشبابية والحملات المنددة بالمشاكل اليومية إلا أنه لا أحد يسمعهم،وأصبحت الهجرة حلماً يراود كل شاب فيقول علي"طالب الهندسة"،"فليصمت كل من يقول أن الهجرة تعني نسيان فلسطين،فنحن اليوم في المخيم نفكر كيف سنأمن طعام الغد ومشغولون بحل مشاكله متجاهلين قضايا وطننا،فإن حصلنا على ما نريده في الخارج من عمل وإستقرار نستطيع أن نفكر بوطننا ومخيمناومساعدتهم من خلال مشاريع نقوم بتمويلها ،فحب فلسطين لا تؤثر به المسافة والبعد".
سكان المخيم حقاً قد سيطر عليهم الخوف،الخوف من المستقبل ومن ضياع المخيم وتشرد أهله،والكل ينتظر الأيام،والشوارع وحدها تحكي حدث اليوم،والبعض يقول صغيراً وكبيراً"لن نيأس،لن نترك المخيم يموت" فهل حقاً ما زال هناك أمل… الجواب عند أطفال لم يتركوا اللعب بالأزقة،عند عجوز يردد "بكرا رح تفرج"،فرغم جميع ما حصل وكل ما سيحصل،هناك من يطالب بالهجرة،هناك من يأس، وهناك من يبتسم عند الدخول للمخيم،وهم أكثر من يحتاجهم الآن وإن كان عددهم واحد،ولا مستحيل بواقع لا يوجد فيه شيء مستحيل وكما قال الحاج أبو إبراهيم"بكرا رح تفرج"… على أمل ذلك.
