د. رمزي عوض
في أول خطوة من نوعها أرسلت السلطة الفلسطينية من رام الله إلى بيروت عزام الأحمد عضو اللجنة المركزية في حركة فتح والمشرف على الساحة اللبنانية المكلف من الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وكذلك اللواء نضال علي أبو دخان مسؤول الأمن الوطني الفلسطيني، وبذلك تكون السلطة الفلسطينية قد أرسلت أعلى سلطة سياسية وأعلى سلطة عسكرية تعنى بالشأن الفلسطيني في لبنان، وذلك بعد الفلتان الأمني الذي تشهده المخيمات الفلسطينية في لبنان وبعد تراجع واضح في الأداء السياسي الفلسطيني الرسمي الذي أدى لبروز دور المتشددين الإسلاميين سياسيا وجعل منهم مرجعية سياسية للفلسطينيين في لبنان.
وبالتوازي مع دراسة الملفات الأمنية والسياسية وأوضاع المخيمات يقوم الوفد بزيارات للمرجعيات اللبنانية وذلك للتنسيق في ارجاع الدور الفلسطيني الرسمي إلى الواجهة السياسية والأمنية لتثبيت الأمن وحفظه في المخيمات الفلسطينية وخاصة مخيم عين الحلوة عقب اغتيال العميد في الأمن الوطني الفلسطيني طلال البلاونة داخل مخيم عين الحلوة من قبل المتطرف بلال بدر ومجموعته المسمية (الشباب المسلم).
وكذلك يمكن أن يلتقي الوفد بمرجعيات اسلامية فلسطينية غير متطرفة وذات ولاء فلسطيني، كما لايستبعد لقاءهم بما يسمى التيار الإصلاحي في حركة فتح وبتوجيهات من الرئيس محمود عباس مع حفظ خصوصية المخيمات الفلسطينية بعيدا عن تبعيات الأزمة (الدحلانية) مع حركة فتح، وكل ذلك ليصب في نفس السياق وهو تثبيت الأمن وإرجاع الدور الرسمي الفلسطيني إلى الواجهة.
وقد عكست هذه الزيارة ارتياح فلسطيني لبناني في ظل اشاعات هنا وهناك عن توتير الوضع والحسم العسكري الذي يسبعد من أجندة الوفد الفلسطيني القادم من رام الله إلى بيروت، والذي سيعمل على فكفكة الأزمة وتحجيم المتطرفين من خلال خطوات سياسية قبل أن تكون عسكرية.