recent
أخبار الساخنة

سقوط تل الزعتر حكاية تمثل أبشع صور الحرب اللبنانية

وكالة القدس للأنباء - متابعة
ربع قرن هو عمر مخيم تل الزعتر للاجئين الفلسطينيين، منذ إنشائه في إحدى ضواحي بيروت الشرقية في عام 1950 حتى سقوطه في 12 آب 1976، بعد قرابة أربعة شهور من الحصار التجويعي، و52 يوماً من القصف المتواصل على يد ميليشيات اليمين اللبناني، في واحد من أشد فصول الحرب الأهلية اللبنانية مأساوية ودموية.
وفي 12/8/1976 أُسقِط المخيم، إلا أن التاريخ وخريطة التوزيع الجغرافي والديموغرافي للاجئين الفلسطينيين في لبنان، سيبقيان شاهدان على وجود المخيم، الذي دُمِّر في العام 1976 إبان الحرب الأهلية التي اجتاحت لبنان لمدة 17 سنة، ومن سينسى القصص المرعبة لقناص بئر الماء، ومدرسة الدكوانة، وحوالي 500 شخص استشهدوا بالرصاص أو اختناقاً في ملجأ المخيم، منهم أكثر من خمسين لاجئ من عائلة حمزة.
كان سقوط الزعتر نقطة تحول بارزة لا في مسار الحرب الأهلية اللبنانية وحدها، حيث كرس وصول قوات الردع العربية إلى لبنان، انتصار اليمين، من خلال تسوية تشرين الثاني 1976 (التي لم تحقق السلام بالطبع وإنما كانت البداية لمرحلة جديدة مختلفة نوعيا من الاقتتال الطائفي في أغلبه هذه المرة)، بل في مسيرة النظم العربية نحو سلام مع الإمبريالية على حساب القضية الفلسطينية، وهي مسيرة كان يصعب أن تتقدم بسلاسة في ظل وجود قوي ومستقل لمقاومة فلسطينية، تستمد الحيوية من مخيمات بنضالية تل الزعتر.
لقد تعرض أهالي تل الزعتر لمذبحة جماعية بشعة، وتحول مخيمهم الذي كان قد شهد تحولات اجتماعية وسياسية عارمة إلى كراج كبير للسيارات. كما أنهزم تحالف الحركة الوطنية اللبنانية – المقاومة الفلسطينية أمام ميليشيات اليمين الفاشي، المدعومة من كافة دول المنطقة في حرب أهلية لم تكن على الإطلاق شأنا لبنانياً محضاً، وإنما كانت تكثيفاً هائلاً لمعركة اتخذت أبعاداً أمنية وسياسية متعددة الاتجاهات.
 
13:01 - 12 آب, 2015

google-playkhamsatmostaqltradent