recent
أخبار الساخنة

وداعا أيها الفارس .. لك منا كل الوفاء بقلم: عبد معروف

الصفحة الرئيسية




ترجل الفارس .. وغادر سنوات عمره شامخا .. عانى من المرض بكل كبرياء .. وتوقف القلب عن نبضاته قبيل الافطار بساعات المساء ، لم يسمع أحد أنين وجعه وبقي لآخر لحظات حياته يسأل عن محيطه ويطمئن على عائلته ويستشهد برب الأرض والسماء . غادرنا الحاج أبو سامر خيزران قبل أن يكتمل الدرس ، وترك لمن حوله دمعات العين والبكاء .. ترك فراغا لا يعوضه أحد ، ومكانا سيبقى شاغرا مهما كان من الله العطاء .. أبو سامر خيزران .. كان رجلا مثقفا ، بدأ حياته منخرطا بالعمل الوطني، ورائدا من رواده ، لعب دورا في نمو الوعي العربي لدى العديد من القيادات اللبنانية في مدينة صيدا .. وقف إلى جانب الشهيد القائد معروف سعد في نضالاته الطبقية والوطنية ، وحمل سلاح الوعي والنشاط الوطني مدافعا عن طبقة الفقراء . فعاليات مدينة صيدا يعرفون الراحل جيدا .. ويعرفون أنه معلما من معالمها ورجلا من رجالها ، وكل من تعرف عليه أو عاصره قدم له كل احترام والتقدير .. إلا القلة القلة والنوادر النوادر الذين عاصروه وكان فضله عليهم بالكثير الكثير ، لكنهم نكروا الجميل وحاولوا قطع يده التي امتدت لهم .. أيها الفارس الشامخ في حياتك وفي مماتك .. لن يستطيع الجبناء هزيمتك .. ولن يستطيع ضعفاء النفوس أن ينتصروا عليك .. لأن الذي لا يعرف معنى الكرامة ليس في مقدره أن يكون وفيا لك .. ولا يمكن له أن يعرف معدن الرجال أمثالك .. لأنه جاهل وسيبقى مسجونا في جنائن التخلف والخراب . وبعد ، أي تاريخ سيربط لحظة الميلاد في عكا ، ووجع اللجوء وأنين الغربة في صيدا .. إنها سخرية قدر حول الأوطان إلى أمكان للتشرد والهجرة وعذابات الغربة .. جعلت الشقيق غريبا ومغربا ومهربا .. والإبن حزينا وسجينا في حياة لا يعرف معناها وأعجز من تجاوزها .. وجعلت الإبنة تلاطم أمواج الحزن قرب شاطى تكسرت عنده الأحلام على صخور كرامات العبد .. ولرفيقة العمر حديث آخر .. حديث ترى تعابيره لحظات الوداع .. تراه في عيون إمرأة تواجه القدر بكل صبر ورباط جأش .. امرأة طعنت بها سنوات العمر رفيقة درب .. إمرأة جلست صامتة تضاجع دمعات العين وترفض الانكسار أمام لحظات حزن وألم فراق .. أيها الفارس الراحل .. ستبقى أنت دروس تاريخ وشموخ زمن وثقافة وطن .. وستبقى الرجل الاجتماعي من الطراز الأول .. وإن غادرنا جسدك .. ففي القلب مكانك ولن تموت .. رغم من حاول قتلك أمس ويحاول اليوم أن يصلي على جثمانك ويتلو عليها سورة الفاتحة .
google-playkhamsatmostaqltradent