recent
أخبار الساخنة

رمضان كريم تصفيد الشياطين فيه ، وإراحة الخلق من شرِّهم وضُرِّهم ، بقلم : غازي كيلاني

الصفحة الرئيسية




"الشيطنة " محصلة طبيعية بفرض قوالب نمطية تربط الآخر بالشر والتجنح، فتنسب لهم كل فظيعة وتلحق بهم كل نقيصة، وهي حالة يغيب فيها العقل وتتحكم فيها الأهواء والرغبات وأمر يدل على نقص في التفكير والإتزان العقلي ، باستخدام أساليب التأليب والتشويه وتأجيج " بيئة القولبة " بما يفسح المجال لإزالة الطرف الغير مرغوب فيه وإبعاده عن موقع الفعل . 

واللجوء إلى الشيطنة كثيرا ما يدحرج المشكلات الصغيرة وتصبح كبيرة ، وتتحول الأزمة إلى صراع على مختلف الصعد من دون هوادة، وحتى من دون مقدمات. لان الشيطنة تنزع الرحمة من القلوب،ولا يشعر المرء بالرأفة تجاه الطرف المستهدف، وهذا يفسر انتشار ظاهرة «الشماتة» بعد كل حادث صغيرأو خطأ عارض او ردة فعل شخصية نمربها، ويمكن قراءة ردود الأفعال ( عبر شبكات التواصل الاجتماعي ) الفرحة جداً، والحزينة جداً، حول الحدث ذاته، ما يعكس درجة التحشيد ضد الآخر على أساس الموقف المسبق من اعتبار الآخر شرا مطلقا. ومن نتائج ذلك خلق انقسام مجتمعي في كل شيء، والمصيبة أن يرى البعض هذا الانقسام لصالحه، والواقع يؤكد أنه لا يستفيد منه أي طرف، سواء كان في أي جماعة مؤيدة أو رافضة. 

وكثيرما يحدث في المجتمعات والتنظيمات والمؤسسات ويلجأ أطراف ساحة الصراع السياسي والتنظيمي اوالاجتماعي إلى " أستراتيجية الشيطنة " سواء كان في المسؤولية أو المعارض... فالشيطنة معادلة مهلكة , ووسيلة تستخدمها قوى الغباء ، وتحاول بها أجهاض مشروع التطوير والبناء وتفريغه من محتواه ,باستهداف الاخر وفق موجهات تعمل على نشر الشائعات وفرض القطيعة والعزلة، باستخدام أساليب إبليس على أكمل وجه ، بأحتلال مكان الشيطان على أتم صورة ، ويهتفون في مسمعه البغيض ، نم نحن على اثارك مهتدون ، وبدورك قائمون ، وعن مهام تنظيمك مناضلون . 

* سنحاول ان نسلط الضوء على أساليب الشيطنة كوسيلة لتحقيق اهدافها لنتأمل معا بعض منها :

- بعثرة كل القيم والمبادئ الوطنية وتفكيكها وقلبها رأسا على عقب ،،،

- التشكيك في ذمم ونوايا الاوفياء للثورة والمجتمع ،،،

- نشر وترويج اتهامات متعددة على رأسها الفساد والاخلاق بدون تقديم ادلة واثبات ،،،

- محاولة ترسيخ مفهوم عدم فائدية البرامج والنشاطات والجمعيات التطوعية ،،،

- نشر الشائعات والترويج للمصطلحات الجوفاء " شاطر دبرحالة" ،،،

- نشر ثقافة اليأس والقنوط والدعوة للاستعجال قطف "الثمار" ،،،

- اعادة توجيه المعركة لتصب بين عائلات المجتمع بعضها بالبعض الآخر،،،

- تقمص دور الضحية , مع ما يستلزمه هذا الدور من دفاع مستميت عن طهارة الكف

- الإيحاء بأنه ليس هناك كادرات نظيفة في المجتمع والتنظيم ،،،

- حماسة الظهور والصورعلى شبكات التواصل الاجتماعي ،،،

- تبني اسلوب السلطة الفردية وفي اتخاذ القرارات وفرضها كأمر واقع ،،

- تفكيك وضرب المنظومة الاجتماعية داخل المخيم ،،







· العقلاء يبحثون عن حلول :

1 - العقلاء ،،، وأظن بهم الظن الحسن ،،وألا يصمتون صمت أهل الكهف...لإن شعور الفرد بالظلم مع أنه مؤمن ،، يحوله إلى عدواني وعنيف ، فسلوك شيطنة الأساءة والأقصاء يؤدي بالمتحمسين إلى استبدال خيار التعقل ، وبالتالي سيكون من الصعب على العقلاء التأثيرعليهم بعد ذلك . لأن الإشكالية ليست سياسية ،، بل رموز هزيلة الجذور وحديثة الانتماء ،،، يديرها بعض المنتفعين وفق خطة تهدف إلى إيجاد شرخ يمكن اللصوص من قذف وشيطنة الابناء وتعميم حكاية التجنيح ، واعطاء الامر لفرقة الدرابيك بالتطبيل والتزمير بهدف تكبير عملية الشيطنة وزيادة حشد البسطاء ضد الاوفياء .

2 - العقلاء ،،، يتدارك نفسهم ويقومون بمراجعات حقيقية لوضعهم ومواقفهم وطاقم عملهم وعلاقاتهم وخطاباتهم ، قبل أن تحرق أوراقهم وعليهم أن يستمعوا للعقلاء أن تكلموا. والبدأ باتخاذ قرارات ، دون أن يستسلموا لتنفيذ توجهات تأتيهم . إن الطرف المعني أكثر من غيره في هذا المجال هو سلطة التنظيم التي تمسك في يدها الكثير من المفاتيح، وعليها بادئ ذي بدء أن تنأى بنفسها (عن شيطنة الآخر ( سواء كان منتمياً إلى فئة شبابية غيرمرغوب فيها، او افراد خالفوا الرأي وأن تكون قدوة للآخرين في اتباع نهج وطني جامع، وعليها تولي الريادة في التقريب والالتزام بنهج يشمل الجمع ولا يفرق ، وفي ذلك حماية للأمن والاستقرار على جميع المستويات.

3 - المستغرب فعلا هو حالة الغباء القاتل من البعض بمن فيهم اولئك الذين يفترض أنهم وكلاء عن أبنائهم في المخيمات ,والمؤلم حقا ونحن نراهم يتقمصون دور الضحية، مع ما يستلزمه هذا الدور من دفاع مستميت عن النفس والدخول في مرحلة صراع متواصل لا تدري مع من بالضبط وضد من بالضبط .

· وفي الختام ارجوا ان تكون الفكرة مفيدة وان تساهم في ترشيد وموازنة الاداء التنظيمي والاجتماعي وتعمل على تحرير الضمير والسلوك من تأثير غزو التطفلات التي تستهدف مجتمع المخيم :

1 - ان تتحمل حركة فتح الحاملة للثورة قيادات وقواعد ,وبالتعاون مع الشباب والهيئات المسؤولية كاملة ازاء ما يجري وبخاصة فيما يتعلق بالشيطنة والتطفلات في المخيمات وعبر صفحات التواصل الاجتماعي . 

2 – ردم الهوة بين الكادرات التنظيمية وفتح قنوات الحوار بما يؤدي الى استثمار كافة الطاقات وصبها في مصبها الصحيح . 

4 - استخدام كافة وسائل الضغط في سبيل تحقيق العزل الاجتماعي للمنافقين والشياطين..

5 - الأخذ على يد الشياطين صناع القولبة ومنعهم من الاستمرار في غيهم ، لأن ضحايا الشيطنة سيكون الصامتون اليوم ..

6 - تفعيل مؤسسات ومكونات وهيئات منظمة التحرير في لبنان المختلفة وعلى رأسها اللجان الشعبية, على اعتبار انها القيادة الاجتماعية اليومية للمخيم، ودعم الجمعيات التطوعية ومراكز الشباب والمرأة

7 - الارتقاء بالخطاب الاعلامي وفق خطط استراتيجية تضمن استمرار اشتعال جذوة النضال بالمحبة والوفاء ومواصلته على ذات الخط حتى تتحقق كامل اهدافها ,, 

8 - الاهتمام الاعلامي بمنجزات الثورة وذاكرتها وشهدائها وجرحاها ومعتقليها , وتنظيم وتنفيذ الحملات لتكريم رموزها وقادتها 
الشيطنة أسلوب لجأ إليه فرعون حين أعجزه موسى بالحجة فقال "إن هذا لساحر عليم يريد أن يخرجكم من أرضكم" ... حاشا لله لحر يقبل ان يكون مملوك وتابع لفرقة الشيطنة ،،،،





غازي الكيلاني
google-playkhamsatmostaqltradent