عقدت المؤسسات الاهلية العاملة في الوسط الفلسطيني في صيدا ومخيماتها لقاءًا مطولاً مع السيد ماتيوس شمالي المدير العام للانروا في لبنان و منسق الاغاثة للنازحين الفلسطينيين من سوريا ومدير منطقة صيدا الدكتور ابراهيم الخطيب في المكتب الرئيسي للانروا في بيروت و ذلك لبحث المخاطر الناجمة عن تقليص خدمات الانروا و الاجراءات المتخذة بحق النازحين من المخيمات الفلسطينية في سوريا.
استهل اللقاء بالتركيز على اهمية وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين(الانروا)،باعتبارها الشاهد على القضية الفلسطينية بشكل عام وعلى استمرار معاناة اللاجئين الفلسطينيين بسبب استمرار الاحتلال وعدم عودتهم الى ارضهم ، و خطورة الاجراءات التي اتخذتها و ستتخذها الانروا تحت حجة العجز في الموازنة ، و الى المخاوف التي تطرحها هذه الاجراءات، ومن ضمنها التراجع الممنهج تمهيدا لتصفية القضية الفلسطينية.
واكد الوفد الذي ضم مدراء و ممثلي الجمعيات الفلسطينية والعاملة في الوسط الفلسطيني ان هذه المنظمة الدولية انشأت لتلبية احتياجات اللاجئين الفلسطينيين حتى عودتهم الى الارض التي هجروا منها، واستغرب الوفد الحديث عن عجز في الموازنة في الوقت الذي تنفق فيه المليارات على التسلح و على النزاعات المسلحة.
و تناول الوفد الانعكاسات المترتبة على التقليصات على المستويات الانسانية ، الاجتماعية، الاقتصادية ، التربوية و الصحية والتي من شانها تعميق المعاناة الفلسطينية التي وصلت اصلا بدون هذه التقليصات الى مستويات حادة جدا، معتبراً ان مخاطبة الدول المانحة هي مهمة الانروا .
وفي ما يتعلق بالتقليصات الخاصة بالنازحين من المخيمات الفلسطينية في سوريا، قدم الوفد مداخلة شرحت اوضاع النازحين و النتائج المترتبة على عدم تراجع الانروا عن قراراتها.
بدوره ابدى السيد ماتيوس ارتياحه للقاء وقد المؤسسات مؤكدا على اهمية التواصل مع مؤسسات المجتمع المدني، لما في ذلك من فائدة على مستوى التكامل بين الانروا والمؤسسات الاهلية العاملة في الوسط الفلسطيني، ثم قدم شرحاً عن موازنة الانروا و مصادرها، وصارح الوفد بان درجة العجز ستصل الى درجة صفر في رصيدا الانروا البنكي ما لم يعالج الخلل من قبل الدول المانحة.
وفي ختام اللقاء الذي استمر زهاء الساعة قدم الوفد الفلسطيني مذكرة تؤكد على التمسك بالانروا و تطالبها بالتراجع عن التقليصات لما فيها من مخاطر جدية وكبيرة على اللاجئين الفلسطيين .