جنوب لبنان من محمد درويش
برعاية وزير البيئة محمد المشنوق، أقامت جمعية أخضر بلا حدود اللقاء الختامي للمرحلة الأولى من "حملة غرس مليون شجرة في الجنوب" شجرة لكل مواطن، وذلك في قاعة منتزه أكاسيا في بلدة مجدل سلم في جنوب لبنان بحضور عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب الدكتور علي فياض، نائب مسؤول منطقة الجنوب الأولى في حزب الله الشيخ عبد المنعم قبيسي، ممثلين عن الجمعيات والمؤسسات الراعية لهذا المشروع (جمعية أجيال السلام لنزع الألغام، مؤسسة جهاد البناء، جمعية كشافة الامام المهدي (عج)، مديرية العمل البلدي في الجنوب)، بالإضافة إلى رؤساء إتحادات وبلديات وعدد من المخاتير والفعاليات والشخصيات الثقافية والاجتماعية والزراعية، وحشد من مراسلي الوسائل الاعلامية المرئية والمسموعة والمكتوبة في أقضية مرجعيون والنبطية وصور والنبطية وبنت جبيل، وحشد من المدعوين.
وبعد تلاوة آيات بينات من القرآن الكريم والنشيد الوطني اللبناني وعرض فيلم عن انجازات الجمعية خلال العام الأول، ألقى النائب علي فياض كلمة قال فيها: "نعول كثيرا على زيارة معالي الوزير بهدف رفع مستوى التنسيق والتعاون مع وزارة البيئة لمتابعة كل ما يتصل بالمحمية لجعلها تمتلك كل المواصفات لتكون معلما وطنيا متميزا. صدر قانون المحميات منذ سنوات وننكب منذ فترة بعيدة بالتنسيق مع الاتحاد والفاعليات لوضع البنية التحتية والتشريعات الضرورية والمخطط التوجيهي وكيفية استعمال الاراضي وكل ما يتصل بتنظيم المحمية، اضافة الى السعي الحثيث لمعالجة المخالفات والتي بمعظمها يعود الى فترة ما قبل تأسيس المحمية، ونحن احوج ما يكون للتعاون مع وزارة البيئة لمعالجتها اما بإزالتها او التكييف مع المحمية دون اذيتها. وعند الانتهاء من هذه المرحلة الاولى ننتقل الى المرحلة الثانية وهي المشاريع التجميلية والتحسينيةومن تشجير وشق ممرات للمشاة واعادة شراء كميات من الطيور والحيوانات التي تنسجم معها وبعض المنشآت الخشبية لتنشيط السياحة البيئية، نأمل لهذه الافكار تحقيقها".
واضاف: "الوطن الاخضر يتناقض مع الجماعات التكفيرية، وطن التعدد والتعايش والتسامح يتناقض معمجموعات الارهاب التكفيري والتمييز الديني والمذهبي وجماعات القتل والدم. كيف نحمي وطن الاخضرغر والتعايش والتعاون والحضارة؟ نعيش في مرلحة دقيقة وحساسة في مواجهة هذا الارهاب،وامامنا فرصة سانحة لوضع حد لهذه الظاهرة. نحن حريصون بكل دأب واصرار ان تكون حدودنا نظيفة من كل وجود ارهابي تكفيري، ونحن حريصون على ان تعود بلدة عرسال الى كنف الدولة وعهدة الجيش، وحريصون على ان نمضي جميعا بمؤازرة الجيش والقوى الامنية لوضع خطة وطنية لاستبعاد كل وجود ارهابي تكفيري. يمكن ان نصل الى ان يكون وطننا جزيرة امن في ظل هذه المنطقة الملتهبة نحن بحاجة ان نعي ان هذا الخطر يتهدد الوطن بكل مكوناته. يرتكب البعض خطأ عندما يفكر ان لهذه المعركة بعدا دينيا وطائفيا فهؤلاء لا دين ولا طائفة لها. هي قضية وطنية سيادثة بامتياز تتكامل فيها الجهود والطاقات رغم اختلافها السياسي بهذا الملف. نطلق هذه الصرخة لمواجهة مجموعات الارهاب التكفيري كي نصل الى ان ان يكون الوطن في هذه المرحلة السياسية الدقيقة جزيرة امن واستقرار في هذا المحيط العربي الملتهب". وختم قائلا:"حررنا هذه الارض ونتطلع لتكون ارض جمال واخضرار".
وحيا الوزير مشنوق ابناء المنطقة شاكرا للنائب فياض على دعوته وقال:"لأنه وادي الحجير وما يعنيه بيئيا وللالتقاء بكم انتم اهل الجنوب الصامد. عين على الجنوب والعدو هناك الذي بالامس طال شبعا في عملية استفزاز واضحة، تذكرنا ايضا ان العدو هناك والا يجب ان ننسى الجنوب وفلسطين، وعين على البقاع وشمال البقاع حيث معركة اخرى ضد الارهاب الذي يرفع الدين الاسلامي شعارا والاسلام منه براء. بالنسبة لنا هي معركة بقاء نريدها ان نكون معا".
واضاف:"نجل ونحترم كل من يعنى بالموضوع البيئي، ونحن كوزارة بيئة قدمنا مئات الاف الاشجار للجنوب وزرعنا في عدة مناطق والتعاون كبير مع الجميع لاعلاء شأن الأشجار، ولمسنا تنافسا وتعاونا من قبل اليونيفيل والوزارة ستقوم بكل ما بوسعها. محمية وادي الحجير جزء من 15 محمية ونأمل ان يصل العدد الى 30، ونأمل ذلك بالتعاون مع المجلس النيابي الذي نريد له ان يفتتح بعودة الى تشريع الضرورة الحيوي والملح لأن هناك قضايا في الوطن لا تحتمل ان تكون معطلة. نحن ربما في مرحلة انتظار بين اجواء استثنائية في الداخل ومواجهة الارهابيين والتكفيريين في مناطق حدودية، ولكن هناك ايضا متغيرات ننتظر الوصول الى حلول نهائية للواقع الاقليمي عل ذلك ينعكس ايجابا على الوضع اللبناني. في انتظار ذلك اريد ان اقول ان البيئة السياسية منقسمة، فيما يجب ان تكون موحدة مثل اهالي القرى الطيبيبن واتحادات البلديات التي تعمل للجميع. نريد الانماء المتوازن والمتكامل الذي تساعده الاجواء السياسية الجيدة".
وتابع: "اجواء مجلس الوزراء والرئيس تمام سلام والوزراء مميزة، انها فعلا ميزة هذا الالتزام الوطني ولو كان بالحد الادنى. اما اجواؤنا خارج ذلك فهي تبدو متجاذبة، هذا التجاذب هو الذي يؤثر على بيئتنا السياسية. لقد آن الاوان لنا اعادة الامور الى اولوياتها،فالبلد لا ينهض اليوم الا باكتمال المؤسسات لا باكتمال المؤسسات وانتخاب رئيس للجمهورية ولا يكتمل الا اذا اعدنا الانتخابات الى الشعب واختيار ممثليهم والنهوض بالمجلس النيابي كما يجب، ولا يكتمل الوطن الا بحكومة تنفيذية لهذه القوى. نحن ننادي بأحقية المواطن بالحصول على بيئة سياسية مميزة الآن وليس بالوعد في المستقبل لأن الاجواء استثنائية ومخيفة مثل المتغيرات القائمة حولهاولا يجوز ان نتلاعب بمصير البلد من خلال التسويف وترك الامور الى التدهور. جيشنا يقوم بمهمة كبرى في مواجهة الارهابيين في البقاع وشماله واي منطقة اخرى، والقوى الامنية ايضا. نشهد ان المقاومة حررت الجنوب وتعتز بذلك وعلينا متابعة التحرير وصيانته عبر ابعاد الارهاب عن لبنان وتكريس المؤسسات الدستورية.
بدوره رئيس جمعية أخضر بلا حدود علي زريق ألقى كلمة تحدث فيها عن نتائج المرحلة الأولى من المشروع، حيث تم زراعة 175000 غرسة في الواحات الجرداء وعلى الطرقات، وكذلك تم توزيع 90000 غرسة للمواطنين من الأشجار المثمرة، فيصبح ما تم زرعه وتوزيعه أكثر من 250000 غرسة.
وأضاف زريق : بلغ عدد الطرقات المزروعة 195 طريقا، وعدد الواحات المزروعة 22 واحة، وعدد المشاركين والمشاركات من الأهالي في الزرع 7500 مشاركا ومشاركة، وعدد البلديات والجمعيات المشاركة حوالي 132 بلدية وجمعية.
وأمل زريق من رؤساء الاتحادات البلدية والبلديات في باقي القرى العاملية، ومن الجمعيات البيئية والاجتماعية المهتمة بالمشاركة في هذا المشروع المبادرة في زرع اكبر عدد من الأشجار ليصبح الجنوب جنة خضراء.
وفي الختام أقيم غداء تكريمي على شرف الحاضرين.