بمناسبة الذكرى السنوية الثالثة والثلاثين للاجتياح الصهيوني للبنان والذكرى السنوية لغياب عضو المكتب السياسي لجبهة التحرير الفلسطينية القائد الشهيد سعيد اليوسف ووفاء لشهدائنا الابرار الذين استشهدوا في مجازر نادي الحولة والنجدة والمغارة وشهداء فلسطين ولبنان نظمت جبهة التحرير الفلسطينية حفلاً تكريمياً لعدد كبير من المناضلين والمناضلات بقاعة المركز الثقافي الفلسطيني في مخيم البرج الشمالي بحضور راعي الاحتفال رئيس بلدية البرج الشمالي الاسبق الحاج مصطفى شعيتلي ، وعضو المكتب السياسي لجبهة التحرير الفلسطينية عباس الجمعة، والقوى والاحزاب والفعاليات والشخصيات الوطنية والاسلامية اللبنانية والفلسطينية وحشد من جماهير شعبنا، وكان في استقبال الحضور قيادة جبهة التحرير الفلسطينية، وبعد الوقوف دقيقة صمت اجلالا واكبارا على ارواح الشهداء وعزف النشيدين اللبناني والفلسطيني .
رحب عضو الهيئة الادارية لمركز الغد الثقافي التربوي الاجتماعي احمد مصطفى بالحضور باسم جبهة التحرير الفلسطينية وامينها العام الرفيق الدكتور واصل ابو يوسف ونائب الامين العام الرفيق ناظم اليوسف وقيادتها وكوادرها ومناضليها كل باسمه وصفته ، وقال نحن نقف امام الذكرى الثالثة والثلاثين للاجتياح الصهيوني للبنان، والذكرى السنوية لغياب القائد سعيد اليوسف ، وذكرى المجازر الصهيونيه التي ارتكبت بحق شعبنا في المخيم، نؤكد على الاستمرار في مسيرة العطاء وتعزيز وحدة الإرادة والعمل، وإنكار الذات وتغليب الهدف العام على الهدف الخاص، وأهمية الاندماج مع الجماهير من أجل التخفيف من معاناتهم وتلمسّ همومهم.
وبعدها القى راعي الاحتفال الحاج مصطفى شعيتلي رئيس بلدية البرج الشمالي الاسبق كلمة قال فيها من دواعي اعتزازي أن اقف من على منبر جبهة التحرير الفلسطينية لنكرم عدد كبير من ابناء مخيم الشهداء " مخيم البرج الشمالي" ما زالوا مستمرين في مسيرة العطاء والنضال من اجل فلسطين الذي حملها في قلبه سماحة الإمام القائد السيد موسى الصدر ، هذا الشعب الذي يعانق جرحه وعلم بلاده ويودع شهداءه بآيات النصر المنتظرة مع صلاة الفجر وشمسنا لا تغيب، واضاف ان ما يربطني من علاقة بالاخوة والاهل من ابناء الشعب الفلسطيني بكافة فئاتهم هي علاقة الأخوة ، ونحن عائلة تعايشنا مع الشعب الفلسطيني ومقاومته ، فكيف لا ونحن قدمنا الاخ الشهيد القائد حسين شعيتلي شهيدا دفاعا عن المقاومة ولبنان وعروبته بمواجهة العدو الصهيوني الى جانب اخوانه الشهداء القادة محمد سعد وخليل جرادي وعلي عباس ، حيث شكلت العلاقة مع الشعب الفلسطيني نموذجا وتعانقت العلاقة بين المحرومين من ارضهم مع المحرومين في ارضهم ، فنحن طلاب الشهيد القائد مصطفى شمران تربينا وتعلمنا في مدرسة الامام السيد موسى الصدر وما زلنا على هذا النهج متمسكين بمواقف حركة امل ورئيسها دولة الرئيس الاستاذ نبيه بري، ولفت ان هذا التكريم في هذا المكان له معنى وطنيا وقوميا وله معنى الالتزام بالقضية الفلسطينية، وخاصة في ذكرى غياب القائد سعيد اليوسف عضو المكتب السياسي لجبهة التحرير الفلسطينية ورفاقه وذكرى مجزرة نادي الحولة والنجدة الاجتماعية ومغارة ابو جعفر، لنقول انما نكرم رجال ونساء اعطوا القضية الفلسطينية، واشار نحن مستمرون بهذه العلاقة الاخوية الصادقة، لان اهلنا هنا في مخيم الشهداء ما زالوا متعلقين بحق العودة الى ديارهم وممتلكاتهم ، فنحن لن يساورنا الندم على هذه العلاقة الاخوية ، ولانه يحالف صراخ دم المقاومين وصرخة المحرومين ، وختم كلمته نحن نكرم هذه الكوكبهً بذكرى الاجتياح الصهيوني وذكرى معركة خلدة البطولية التي قادها دولة الرئيس نبيه بري مع اخيه ورفيق دربه الحاج قبلان قبلان واخوانهم في التصدي للغزو الصهيوني عام 1982 في خلدة ، فإننا نحذو حذو الإمام الصدر في تكريم المجاهدين والمجاهدات من ابناء شعبنا ، لأننا نمثل مدرسة الإمام الصدر في سلوك نهجه وخطه، من خلال عنوان الحرية والتعايش والمقاومة، وحيا الشهداء من قادة ومناضلين وفي طليعتهم الرئيس الرمز ياسر عرفات.
والقى كلمة المكرمين رئيس جمعية الحولة محمود جمعه فاكد خلالها على نموذج العلاقة بين الشعبين الشقيقين اللبناني والفلسطيني مثمنا وقوف راعي الاحتفال الحاج مصطفى شعيتلي على دوره وعطائه وخدماته ، واضاف ان ما يجري في المنطقة هدفه تصفية القضية الفلسطينية والمستفيد مما يجري العدو الصهيوني والامبريالية الامريكية ، وهذا يتطلب منا العمل على تعزيز ثقافة وطنيه ، واستذكر كل الشهداء الذين قدموا حياتهم من اجل فلسطين فهم كانوا يحملون صفة المناضل باعتبارها الرتبة الاساسية ، وتوجه بالشكر لجبهة التحرير الفلسطينية على هذه اللفتة لتكريم عدد من المناضلين نتيجة كفاحهم ونضالهم من اجل الاستمرار في نهج المقاومة .
والقى كلمة جبهة التحرير الفلسطينية عضو مكتبها السياسي عباس الجمعه حيا فيها الحضور باسم قيادة الجبهة ، وقال نلتقي على شرفِ ذكرى غياب القائد سعيد اليوسف عضو المكتب السياسي لجبهة التحرير الفلسطينية ووفاءً لمسيرتهِ وفكرهِ ونضالهِ لنستمد العزمَ من روح القائد الشهيد الامين العام لجبهتنا ابو العباس ورفاقه القادة الامناء العامين طلعت يعقوب وابو احمد حلب ، نستلهم روح من أدركَ الفرقَ بين خيمةِ التشردِ وخيمةَ النضال، نلتقي بعزيمةِ وارادة شعبنا، واليوم عندما نكرم عدد من المناضلين والمناضلات نعود إلى المنابع الأولى التي شقت صخر الجبال وفتحت دروب المسيرة، من الذين حملوا عبءَ صعوبةِ النضال ، وافْنوا أعمارهم في سبيل مسيرة النضال وحق العودة ، فمرحباً بكم في هذا الاحتفال التكريمي ، أهلا بكم نشتم فيكم رائحةَ الأرضِ ،ورائحة دماءِ جراحِ بعضكم ، وتجاعيد جباهكم وكلها صفحات تاريخ مجيدة ، فتكريمنا لكم ليس إلا اقل الواجب لمن شقوا الدرب و سردوا الحكايا عن البطولة والمعاناة والصمود، واضاف إن مجازر الكيان الصهيوني أكثر من ان تحصى وتعد، فقد فاقت النازية قتلاً وإجراما ، فمن فلسطين إلى لبنان، عناوين كثيرة، ومجزرة نادي الحولة والنجدة والمغارة، تعد محطة من محطات الإجرام الصهيوني ، حيث يذخر تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي بالمجازر الوحشية التي ارتكبت في أية بقعة من بقاع العالم وبشكل خاص تفوق جرائم النازية، عن سابق عمد وتصميم ضد أطفال ونساء وشيوخ ، وهنا السؤال اين العديد من العهود والمواثيق و الاتفاقات الدولية التي تحرم الإبادة الجماعية وتعاقب عليها وتعتبرها من أفظع الجرائم ضد الإنسانية .
وقال الجمعه نحيي اليوم الذكرى الثلاثة والثلاثين لصمود بيروت وصمود الفلسطيني اللبناني السوري بمواجهة الغزو الصهيوني والذي يتزامن مع انتصار لبنان ومقاومته الوطنية والاسلامية ، وقد اعتدت في مثل هذه المناسبة أن أبدأ بتوجيه التحية لجماهير شعبنا الفلسطيني ، ولكنني أستأذن من الحضور لكي أبدأ اليوم بالتحية الحارة ، للشعب اللبناني الشقيق ، لأنه على قاعدة صمود جماهير الشعب اللبناني تم الصمود البطولي للشعب الفلسطيني ، هذا الصمود الذي شكلت فيه كوفية الرئيس الشهيد الرمز ياسر عرفات جسر الوحدة والصمود والمقاومة ، مزهوة بأكاليل الغار والانتصارات على جباهها منذ صمود بيروت وخروج قوات الثورة الفلسطينية ، كان النصر المؤزر للمقاومة في لبنان في العام 2000 والعام 2006 ، بعد ان ارتوت الأرض بدماء الشهداء ، وامام كل ذلك نتذكر وقفة القائد سعيد اليوسف عضو المكتب السياسي لجبهة التحرير الفلسطينية الذي لم يترك ارض المعركة فكان منتقلا بين الجنوب اللبناني الى بيروت وجبل لبنان فبقي جنبا إلى جنب مع رفاقه واخوانه في السلاح من المقاتلين اللبنانيين الوطنيين الشرفاء، الذين واجهوا العدو ، حيث بفقدانه فقدنا قائدا ومناضلا يستحق اوسمة الشرف والبطولة .
واكد الجمعه نحن على عتبة مرحلة جديدة تتطلب منا الوعي وتتطلب منا الوحدة وتتطلب منا العمل من اجل بناء جيل واع ، داعيا الى انهاء الانقسام الكارثي وتعزيز الوحدة الوطنيه الفلسطينية وحماية منظمة التحرير الفلسطينية الكيان السياسي والمعنوي للشعب الفلسطيني وتفعيل مؤسساتها ورسم استراتيجية وطنيه تستند لكل اشكال المقاومة وتعزيز الصمود ، كما يستدعي ذلك دعم نضال الحركة الاسيرة فيكفينا فخر صمود القادة احمد سعدات ومروان البرغوثي وعدنان خضر وكل اسرى واسيرات شعبنا حتى نبقى الأمناء الحريصين على شعلة المقاومة ، براية مرفوعة لا تسقط أبدا، وهامات لا تنحني إلا لإرادة الشعب حتى تحقيق العودة والحرية والاستقلال .
ولفت الجمعه الى ما تتعرض له المنطقة من مشاريع تقسيمية بدأت تظهر ملامحها واضحة في العديد من دول المنطقة ، من أجل السيطرة على ثروات العالم العربي المادية والبشرية،ومن أجل إضعاف القضية الفلسطينية التي تبقى البوصلة بالنسبة للقوى والاحزاب العربية وقوى المقاومة ومعياراً لوطنية أية قضية أخرى ويبقى حق العودة في طليعة أولوياتنا.
ودعا الجمعه الى مواجهة العدوانية الامبريالية الأميركية ومقاومة الاحتلال الاسرائيلي والتصدي للقوى الارهابية والظلامية من خلال بناء جبهة مقاومة وطنية عربية شاملة من اجل تحقيق اهداف الشعوب في الحرية والديمقراطية والمقاومة حتى تحقيق اهداف الشعب الفلسطيني .
وتوجه الجمعه بالتحية الى لبنان الشقيق الرسمي والشعبي مؤكدا على تعزيز العلاقات بين الشعبين اللبناني الفلسطيني ،متمنيا على الحكومة اللبنانية اقرار الحقوق المدنية والاجتماعية للشعب الفلسطيني في لبنان حتى يتمكن من مواصله نضاله وتمسكه بحق العودة الى دياره التي هجر منها، لأن بوصلة الشعب الفلسطيني ستبقى باتجاهِ واحد هو فلسطين ، مثمنا عاليا مواقف دولة الرئيس نبيه بري وحركة امل وسيد المقاومة السيد حسن نصرالله وحزب الله وكافة القوى الوطنيه التي اكدت على صوابية العلاقة مع الشعب الفلسطيني وقضيته، واضاف يكفينا فخرا واعتزازنا بالمجاهد الكبير الاخ مصطفى شعيتلي وعائلته التي قدمت التضحيات في سبيل انتصار المقاومة وفي مقدمتهم القائد حسين شعيتلي وما زال داره مفتوحا للشعب الفلسطيني وهو يشاركنا في كافة المناسبات ويساهم فيها ويرعاها ويعمل على تطوير وتعزيز العلاقات الاخوية بين الشعبين الشقيقين ، فهذا المجاهد يستحق منا وسام الشرف من خلال مطالبتنا للقيادة الفلسطينية بمنحه ومنح اخوة له يعملون من اجل فلسطين جواز السفر الفلسطيني تقديرا لدورهم وعطائهم .
وبعدها تم تكريم عدد كبير من المناضلين والمناضلات من قبل راعي الاحتفال الحاج مصطفى شعيتلي وعضو المكتب السياسي لجبهة التحرير الفلسطينية عباس الجمعه وممثلي القوى والهيئات الفلسطينية واللبنانية.
في 12 / 6 / 2015
صور من احتفال جبهة التحرير الفلسطينية لتكريم عدد من المناضلين والمناضلات في مخيم البرج الشمالي صور