recent
أخبار الساخنة

سنأكل الخبز والبصل ونختصر الوجبات في رمضان


وكالة القدس للأنباء - خاص
تحول شهر رمضان المبارك كل عام، بخاصة في يداياته، إلى محطة كسب لدى بعض التجار، فتزداد الأسعار ارتفاعاً، ما ينعكس سلباً على حياة فقراء المخيمات من لاجئين ونازحين، وكأن أزمات تقليص خدمات "وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين – الأونروا"، وارتفاع نسبة البطالة لا تكفيهم.
"وكالة القدس للأنباء" جالت على الأسواق في المخيمات، والتقت عينات تمثل مختلف الشرائح الاجتماعية، للوقوف على نظرتها من هذه الظاهرة وأسبابها ونتائجها.
فأجمعت الآراء على أن غياب الرقابة وجشع التجار، هي من أبرز عوامل ارتفاع الأسعار، وناشدوا المعنيين إلى القيام بدورهم لردع مستغلي الشهر الكريم، والتخفيف عن كاهل المواطنين أعباءً غير قادرين على تحملها.
وأكد البعض أن زيادة الأسعار ستجبرهم على أكل الخبز والبصل، واختصار الوجبات.
وأشار النازح أبو محمد علي، إلى أنه لا يوجد أي رقابة من اللجان الشعبية   الفلسطينية أو أي إجراءات  فاعلة لتردع  من يرفع الأسعار من التجار، وقال: "أعتقد أنه لن  يكون أي نشاط تجاري بارز في المخيم، بسبب سوء الأحوال الاقتصادية للمهجرين والمقيمين، وبسبب إرتفاع  الأسعار وتقليص خدمات الأونروا لشرائح الشعب الفلسطينى المختلفة، وسنأكل الخبز والبصل".
غياب الرقابة وشجع التجار
وأوضح مدير "الهيئة الخيرية لإغاثة  الشعب الفلسطيني"  بمخيمات صيدا، الشيخ عدنان  قاسم، إلى أنه "عند قدوم  الشهر  الفضيل، ترتفع أسعار المواد الغذائية بشكل ملحوظ، ويعود السبب إلى عدم وجود جهة مختصة تراقب  جشع بعض التجار ومحاسبتهم،  كما أنه لا  توجد رقابة فاعلة من اللجان ومؤسسات المجتمع المحلي للأسعار، وعندما نسأل التجار عن السبب يقولون أن مصدر مبيعاتنا هو الذي يرفع الأسعار، موضحاً أن الحركة التجارية في رمضان تنشط في  الأسبوع الأول والإخير من رمضان، كما أن ضعف الإقتصاد المحلي سببه عدم وجود مصادر مالية ثابته لأبناء المخيمات  الفلسطينية، حيث تلجأ معظم العائلات إلى الإستدانة  من أجل قضاء حوائجها، كما أن هناك بعض الؤسسات وأصحاب الأيدي البيضاء الذين يساهمون في مساعدة بعض الأسر المعدومة.
ودعا قاسم  التجار "إلى التحلي بأخلاق الشهر الكريم، والتخفيف عن الناس في ظل تقليص خدمات الأونروا للنازحين والمقيمين، وأن دورنا كمؤسسة خيرية، نقدم  جزءاً بسيطاً  من بعض المساعدات العينية والمالية للحالات الأكثر ضعفاً وفقراً.
وقالت إم  خضر خليل (أم لخمسة أطفال)، أن "أسعار المواد الغذائية مرتفعة بشكل جنوني قبل حلول الشهر الفضيل، وأن أغلب الأسر الفلسطينية الموجودة في المخيمات ليس لديها  مصدر  ثابت، وهذا يزيد الأمور تعقيداً ومرارةً".
وأعربت الحاجة أم فادي ظاهر، عن مخاوفها من ارتفاع الأسعار، وقالت: "في كل عام وقبل بداية الشهر الكريم يتسابق التجار إلى رفع أسعار الخضار والفواكه لكثرة الطلب عليها، ولحاجتهم الملحة لطلبها، فالأولى على هؤلاء التجار خفض الأسعار كرامة لهذا الشهر، لأنه شهر الخير والبركة والرحمة وفيه يتواسى الفقراء".
وتضيف، إن "لهذا الشهرعن غيره الكثير من المزايا، منها أنني أجتمع كل يوم مع أبنائي الذين لا يسكنون قربي على مائدة الإفطار".
ويصف صاحب أحد المحلات التجارية، أبو محمود غنام، الحركة التجارية في هذا الشهر، فيقول: "في أيام الإفطار يختلف البيع والشراء عن أيام الصوم، لأن هناك مشتريات كثيرة تتوقف في أيام رمضان، وخاصة المشروبات الغازية والعصير وغيرها من السكاكر، نتيجة الصوم عند المستهلكين لهذه الحاجات، وبعد الإفطار نعوض نوعاً ما عن فترة النهار".
وأضاف: "في كل عام من هذا الشهر الكريم، أقوم بدورٍ إنساني لإرضاء الخالق أولاً، وللتخفيف عن كثير من العائلات المحتاجة.
الاقتصاد في المشتريات
وتعتبر أم بسام (صاحبة محل خضار)، "أننا نعيش تحت رحمة الله، فكل شيء ثمنه باهظ، وخاصة قبل حلول الشهر الكريم بأيام يعمد التجار إلى رفع أسعار الخضار والفواكه والمواد الغذائية وغيرها، والسببب يعود لإقبال الناس عليها بكثرة، مضيفة أن العائلات الفقيرة والمتوسطة تقتصد في شراء حاجات الفتوش، مثال الخضار، الخس والبقدونس، وتقوم بإستعمال هذه الحاجات على يومين أو ثلاثة، نتيجة هذا الغلاء الفاحش، وللأسف لا يوجد أي رقابة في ذلك، لا من اللجان الشعبية، ولا من كبار التجار أنفسهم، لأنه في الأساس لا توجد رأفة ورحمة في وضع الفقراء والمساكين". 
وقال حسام ميعاري، أن "معظم التجار يستغلون الظرف بشهر الرحمة والمغفرة لرفع أسعار البضائع والسلع، التي هي بالأصل تكون مكدسة بالمستودعات، ويبررون ذلك  بأن الشركات هي التي رفعت الأسعار، وكذلك  الخضار واللحوم والدجاج، وهذه الظروف صعبة على أبناء شعبنا، نظراً للفقر الشديد الذي تعاني منه الأسر والعائلات المعوزة"، والمصيبة أن "أغلب  الجمعيات والفصائل التى  تقيم الإفطارات، توجه الدعوات لهذه الولائم لأشخاص أوضاعهم جيدة"، ونتمنى عليهم أن يقوموا بتوزيع وجبات الإفطار على  العائلات الفقيرة جداً، ولا يعلم بها غير الله سبحانه وتعالى.
مائدة الافطار مختصرة بسبب الغلاء
قال بشار نصار: "لكل من يستغل الناس أن يتقي الله، فالوضع الاقتصادي رزق من رب العالمين، بقوله تعالى: (رزقكم في السماء وما توعدون)، أما ضبط الأسعار، فعلى كل صاحب مصلحة أن يبدأ بنفسه، وأن يعامل الناس كما يحب أن يعاملوه، والدنيا سلف ودين، حتى دموع العين يعني لا تستغل الناس حتى ما تستغلك بمكان آخر.
ورأى منتصر عبد الرحيم أنه "في الماضي كانت الزيارات وصلة الرحم وبهجة رمضان، وكان الآباء يصطحبون أبناءهم لصلاة التروايح، وكان في السابق تبادل بأطباق الطعام بين الجيران والأحباب، ولكن اليوم شبه غائبة مع وجود حالات الفقر، فتكون مائدة الإفطار مختصرة، وللأسف ظاهرة الإفطار جهراً عند البعض  فاضحة".
وقال الحاج منير بدر: "مع حلول شهر رمضان ترتفع الأسعار، ومخيم نهر البارد مغلق وليس هناك حركة، والعمل في المخيم القديم توقف، لذلك هناك جمود اقتصادي في المخيم، واستمرار الوضع على ما هو عليه سيؤدي الى مشاكل في هذا الشهر الفضيل.
وأضاف بدر: "هناك بعض التقاليد ما زالت موجودة، ولكن هناك الكثير منها لم تعد تمارس، منها أن الجار كان يوزع أطباقاً من الطعام على سبعة جيران، وكانت تشاهد نفس سفرة الطعام  في بيوت الجيران، ولكن اليوم أصبحت غير موجودة".
17:05 - 17 حزيران, 2015

google-playkhamsatmostaqltradent