recent
أخبار الساخنة

العلاقة اللبنانية الفلسطينية هي علاقة تاريخية بين الشعبين وهي علاقة نضال امتدت على مدار سنوات الصراع مع العدو الصهيوني.

الصفحة الرئيسية


حوار ناصر شحادي

لا شك أن العلاقة اللبنانية الفلسطينية هي علاقة تاريخية بين الشعبين وهي علاقة نضال امتدت على مدار سنوات الصراع مع العدو الصهيوني. انها علاقة قوية ومتينة وخاصة أن الروابط التي تجمع القوى السياسية اللبنانية الوطنية والاسلامية على حدٍّ سواء مع المقاومة الفلسطينية ثابتة وواضحة. وأكبر دليل على ذلك هي الأحداث الأخيرة التي حصلت في منطقة صيدا عاصمة الجنوب والتي نأت بنفسها عنها جميع القوى السياسية والعسكرية داخل المخيمات. وخاصة الموقف الحكيم الذي صدر عن الرئيس الفلسطيني الأخ محمود عباس الذي التزم به الحياد الايجابي فيما يجري في الدول العربية ورفض أي تدخل في الشأن اللبناني معتبراً أن هذا شأن لبناني خاص بنا نحن اللبنانيين لا يعني المقاومة الفلسطينية بالاضافة الى المبادرات التي قامت بها بعض الاطراف الفلسطينية من لقاءات وحوارات حققت الكثير من التشجنات والتوتر في محيط المخيمات وبالأخص منها عين الحلوة وأن الأمور الآن تسير نحو الأفضل. نحن في جمعية التواصل اللبناني الفلسطيني منذ انطلاقتنا حددنا هدف واضح اما تحركاتنا في الوسط اللبناني والفلسطيني وهو ردم الهوة التي خلفتها الأحداث السياسية والمنية في لبنان بين مكوناته الاجتماعية والتي كان للفلسطينيين نصيب منها. فأخذنا المجال الثقافي والاجتماعي حيث أقمنا العديد من النشاطات الثقافية والفنية والاجتماعية في المخيمات والقرى الجنوبية منها يوم تراثي لبناني فلسطيني حيث قدر الحضور بحوالي 1500 شخص وكان مميزاً من كل النواحي التنظيمية والحشد اللبناني الفلسطيني المشترك في إحدى القرى حيث رفعت صور الشهيد القائد الرمز ابو عمار والعلم اللبناني والفلسطيني بطول ثلاثون متراً. بالاضافة الى إفطارات رمضانية تجمع اللبناني والفلسطيني على حدٍّ سواء وأقمنا حوارات شبابية لبنانية فلسطينية برعاية بلديات في الجنوب اللبناني واستضفنا نشاطات داخل المخيمات الفلسطينية وزيارات ميدانية لوفود شعبية لبنانية في شوارع المخيمات للتعرف على حالة شعبنا الفلسطيني. وكذلك الأمر قامت وفود من المخيمات بزيارات الى قرى لبنانية مشاركة الجمعية بشكل شبه دائم (تقديم واجب العزاء). وكذلك أقمنا الندوات السياسية منعا محاضرة للأخ أمين سر حركة فتح المناضل الحاج رفعت شناعة. واستطعنا من خلال هذه النشاطات أن نخترق الكثير عن البنى المقفلة في وجه الحضور الفلسطيني سابقاً وفرض حضور تمثيلي سياسي شعبي فلسطيني في المحفل اللبناني. بالاضافة للسهرات والندوات الشعرية التي أقمناها والآن أصبح علينا عبء كبير في الاستمرار. جمعيتنا أصبحت رقم ومعادلة ضمن الوسط الفلسطيني واللبناني، ولا نستطيع التراجع الى الخلف رغم الأزمة المالية التي تمر بها جمعيتنا، إلا أننا في هذه المسيرة النضالية الصعبة والطويلة ولأنها من أجل فلسطين لا يمكن إلا أن نستمر ولو كان الثمن هو دمنا الذي يبخل به يوماً من أجل فلسطين. إن الأزمة التي تعصف في المنطقة والصراع المحتدم الدائر الآن هو لا شك صراع مذهبي بامتياز. وجرى في الخفاء محاولات كثيرة لزج المقاومة الفلسطينية في هذا الصراع وأخذ القرار الفلسطيني والتلاعب به لمصلحة هذا الطرف أو ذاك، إلاّ أن حكمة القيادة الفلسطينية المتمثلة بالرئيس أبو مازن كما أسلفت سابقاً فوتت الفرصة على الاطراف الساعية لذلك، وبما أن قضية الشعب الفلسطيني لا يمكن لأحد أخذها إلى مكان آخر فهي عصية على التطبيق والتمذهب، وهي قضية تخص جميع أحرار العالم. وهذا هو سر بقائها وعدم زوالها وما يدور من أحداث في المنطقة لا يعني القضية الفلسطينية لا من قريب ولا من بعيد. لذلك كما نرى هذه هي أول الحروب التي تجري في العالم العربي لا يكون الفلسطيني كبش الفداء بها أو وقود غازها لأنها حرب ليست على طريق فلسطين. نحن فعلاً حاولنا من خلال الندوات والسهرات والاحتفالات التي أقمناها في البلدات والقرى والمخيمات أن نسقط هذه النظرة المذهبية عن هذه اللقاءات والحوارات لأن دخولنا بين هذين الشعبين كان يحمل إرث النضال الوطني اللبناني الفلسطيني المشترك المعمّد بالدم. وابقينا اللغة المحورية للصراع العربي الاسرائيلي الممتد عبر السنين لا يمكن إلا أن يكون الجامع لكل الأطياف السياسية اللبنانية والفلسطينية، من هذا المنطلق بتقديري نجحنا في إعادة صنع علاقات بعيدة نوعاً عن العصبيات الطائفية والمذهبية، لأن جميع الجلسات التي حصلت كان التأكيد فيها فلسطينياً ولبنانياً أن الفلسطيني لن يكون خنجراً في ظهر المقاومة والجنوب. وجيش لبنان الوطني وكذلك اللبناني والجنوبي خصوصاً سيبقى الحاضن والمدافع عن الثورة الفلسطينية. إن جمعية التواصل اللبناني الفلسطيني مكوّن بشري من لبنانيين وفلسطينيين. وهي جمعية مرخصة بموجب علم وخبر صادر عن وزارة الداخلية والبلديات تحت رقم 1564 مركزها مخيم البص.
google-playkhamsatmostaqltradent