يمكنهم عزله و تغييبه ، يمكنهم ابعاد جسده عن الاقصى و عن الناس
الذين يحبهم و يحبونه . يمكنهم ان يقوموا بذلك و اكثر من ذلك ، لكنهم
لن يتمكنوا من كسر عزيمته او يُنقصوا من شموخه و عزته و مكانته .
يستطيع المحتل بقوته و بطشه ان يعتقل و يقتل و ينكل بشعبنا و برموزه،
لكنه و بلا ادنى شك سيكون مصيره الاندحار و الهزيمة امام شعب متمسك
بحقوقه و مصمم على انتزاعها بكل الوسائل الممكنه . لن يثنيه هذا التخاذل
و الخنوع الرسمي العربي ، و لن يثبط عزائمه اؤلئك المرجفون الرعاديد.
كم مرة و مرة اعتقلوه و هددوه و منعوه من الاقتراب من الاقصى ، كم مرة
حاولوا قتله و عرَّضوه للمخاطر لكنه لم يتزحزح قيد انملة عن مواقفه الصلبة،
لم يتردد عن تلبية نداء الاقصى ، لم يتراجع خطوة واحدة الى الوراء . كيف
يتزحزح او يتردد او يتراجع و قد قرر ان يربط مصيره بالاقصى ، و ان تكون
فلسطين وحدها من النهر الى البحر و من رأس الناقورة شمالا الى رفح جنوبا ،
هي بوصلته، هي التي يميز من خلالها الصديق من العدو و المناضل من الخائن.
رائد صلاح شيخ و مناضل و قائد تكوَّن من التربة الفلسطينية الطاهرة ، و تشكَّل
من النسيج الفلسطيني الاصيل ، و تجذَّر من السلالة الفلسطينية الاولى التي اقامت
على هذه الارض منذ ان عرفها الانسان . رجل مبتسم دائما ، يعرف كم تكيد
هذه الابتسامة اؤلئك الافاقون القادمون من وراء البحار . انها ابتسامة الواثق
بنصر الله ،ابتسامة الدارس الجيد للتاريخ . و لأن التاريخ لم يكتب لهذا الشعب
الا النصر على كل الغزاة و الفاتحين على مر العصور ، فإن النصر على هذا العدو
مسألة زمن لا غير . فإذا كان الصهيوني المنكسر في حقيقته ، المنغمس
بالخرافات و الاساطير التي كتبتها ايادي الحاخامات في حقبة السبي البابلي ،
يريد ان ينال من عزيمة شيخ الاقصى فهو واهم بل يزيد وهم على اوهامه ،
فمن كان مثل رائد صلاح لا يعرف اليأس و لا الكلل و لا التراجع ، انه يعرف
حقيقة واحدة لا جدال فيها : ان هذه الارض المقدسة لاصحابها الفلسطينيين،
و انها عائدة لهم طال الزمان ام قصر ، و إن غدا لناظره قريب .